توضیح وبلاغ

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
21 ـ الرازق 22 ـ الرزّاق 23 ـ الکریم 24 ـ الحمید 25 ـ الفتّاح 26 ـ الرحمن 27 ـ الرحیم 28 ـ أرحم الراحمین 29 ـ الودود 30- الرؤوف 31 ـ اللطیف 32 ـ الحفیّ

جاءت کلمة (رزّاق) و(رازق) من مادّة (رزق) ، وفی الأصل بمعنى العطاء المستمر وفی أوقات معیّنة ، سواءً کان دنیویاً أم أخرویاً ومعنوی ، وقد یطلق الرزق أحیاناً على (النصیب والربح) .

وقال البعض أیض : إنّ (الرزق) فی الأصل بمعنى (الإنعام والعطاء) الخاص المناسب لحال الفرد وحاجته ، لتستمر حیاته ومعیشته ، وهنا یفترق مفهوم الرزق عن مفهوم (الإحسان) و(الإنعام) و(العطاء) و(الربح والنصیب) و(الإنفاق) (1).

والجدیر بالذکر أنّ التعبیر الفارسی المقابل لکلمة (رزق) وهو (روزی) یعطی مفهوم الإنعام والعطاء الیومی وفی أوقات معینة لیشمل جمیع الأشخاص .

ولا یخفى أنّ الرزق الحقیقی هو الأشیاء التی یحصل علیها الإنسان بالطرق المحللة ، وأمّا ما یحصل علیه من الطرق المحرّمة فهو بالحقیقة رزقٌ کاذب .

یُستنتج ممّا ذکرناه أنّ الرزق یأتی بالمرحلة التی تلی الخلق وإیجاد الإنسان ، ویرتبط باستمرار حیاته المادیّة والمعنویة ، ولذا اعتبر البعض أنّ أصل وجود الإنسان أو قواه وامکانیاته جزء من الرزق ( کالمرحوم الکفعمی فی المصباح حیث یقول: إن رزق الله یعنی بانّه خلق الأرزاق والمرتزقین ) ، وهذا فی الحقیقة نوعٌ من المجاز والاتساع فی المعنى الحقیقی .

وعلى أیّة حال فإنّ وصف الباری فی الآیات المذکورة بصفة: (خیر الرازقین) یشیر إلى الأبعاد المختلفة التالیة :

فالبعد الأول: إنّ أی شیء یعطیه الباری إنّما هو من عنده ، وکل ما یمنحه الآخرون فهو لیس منهم ، بل هم واسطة لانتقال الأرزاق .

البعد الثانی: إنّه سبحانه یُعطی کُلّ شیء من أنواع النعم المادیّة والمعنویة والروحیة، الدنیویة والأخرویّة ، الظاهریّة والباطنیة ، العلنیة والخفیّة و....، فی حین أنّ کل شیء یعطیه الآخرون محدودٌ من جمیع النواحی .

والبعد الثالث: إنّه تعالى یأخذ بنظر الاعتبار حاجة العباد عند تقدیر أرزاقهم ویرزقهم بما یُناسب حالهم ، لأنّه علیم باسرار المرتزقین الظاهریّة والباطنیّة ، ونعلمُ أنّ الآخرین لیسوا کذلک .

والبعد الرابع: إنّه الرّزاق الذی لا تنفد خزائنه أبداً لأنّ خزائن کل الأشیاء بیده : (وَإِنْ مِّن شَیء إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ). (الحجر / 21)

وفی حین یتصف الآخرون بالمحدودیّة التّامّة من هذه الجهة .

أمّا البعد الخامس: إنّه الرازق الذی یتناول من مائدته الصدیق والعدو ، وجمیعهم یتزوّدون من نعمته بمقتضى کونه الرحمن والرحیم .

لکن الآخرین لا یفکرون سوى بأصدقائهم وأقربائهم .

والبعد السادس: إنّه لا ینتظر لقاء عطائه وإنعامه جزاءاً ولا شکور ، لأنّه غنی من کل ناحیة ، لکن الآخرین ینتظرون ألف لون من قبیل ذلک .

أمّا البعد السابع: فهو أنّ رزقه بدرجة من السعة والشمول بحیث یبدأ منذ لحظة انعقاد النطفة فی عالم الرحم ، ویستمر طیلة مرحلة وجود الجنین فی بطن أُمّه ، وبعد الولادة من خلال حلیبها وحنانها أیض ، حتّى لحظات الموت الأخیرة ، فهل من رازق یُناظره ؟ أجَلْ هذا سر قوله سبحانه ( خیر الرازقین ) .

واللطیف هو ماورد فی روایات عدیدة منقولة عن أهل البیت (علیهم السلام) حول تفسیر الآیة الشریفة التالیة : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَومَئِذ عَنِ النَّعِیمِ). (التکاثر/ 8 )

(إنّ الله أجلّ من أن یسأل الناس یوم القیامة عن مأکلهم ومشربهم ، فهذا فضله على عباده ولن یسألهم عنه بل عن (العقائد الحقّة) ومن جملتها(نعمة الولایة)( 2) .

وعلیه فقد عکست لنا هذه الروایة معنىً آخر من معانی (خیر الرازقین) لأنّه سبحانه ـ طبق ماجاء فی الحدیث ـ لایسأل عن هذه الأرزاق !

أمّا السّر من اطلاق کلمة (الرزاق) على الباری تعالى ، ثم (ذو القوة المتین) فهو لأنّ کلمة (الرزّاق) صیغة من صیغ المبالغة ، وترمز إلى أنواع الأرزاق التی یهبها الله المنان لجمیع المرتزقین، لذا لا تلیق هذه الکلمة إلاّ بشأنه ، بل وکما أشرنا سابقاً من أنّ سواه لایُمکن أن یکون (رازقاً) ناهیک عن أن یکون رزّاق .

لأنّ اولئک لایملکون شیئاً لیمنحوه للغیر ، بل یمکنهم أن یکونوا واسطةً لإیصال الأرزاق إلى الآخرین .

وکلمةُ (متین) تعنی المحکم ، وأخذت من مادّة (مَتْن) التی هی فی الأصل تعنی العضلتین القویتین الموجودتین على جانبی العمود الفقری اللتین تقویّان ظَهر الإنسان وتجعلانه مستعداً لممارسة الأعمال الثقیلة ، لذا فقد وردت بمعنى منتهى القدرة والقوّة .

ووصفُ الباری بهاتین الصفتین یرمز إلى قدرته التامّة على إیصال الرزق إلى عباده أینما وحیثما کانو ، ولا یحتاج إلى شیء .

إنّ التمعُّن فی هذه الصفات الإلهیّة الخاصّة یمنح المؤمنین السکینة ، ویُغنیهم عن السیر فی الطرق المحّرمة لتحصیل أرزاقهم ، بل یحثهم على طلب الرزق الحلال ، إیماناً بلطفه سبحانه .

کلمة (کریم) مأخوذة من مادّة (کَرَم) والتی تعنی : الشرف والقیمة الذاتیة أو الأخلاقیة ـ حسب رأی مقاییس اللغة ـ لذا یطلق على الغیوم الممطرة (کریمة) وعلى الأرض المنتجة الخصبة (مکرمة) .

ویقول الراغب أیض : إذا کانت کلمة (کرم) صفة للإنسان فإنّها تعنی الأخلاق والأفعال الحمیدة التی تبدر منه، وإذا کانت صفة لله فإنّها تعنی الإحسان والإنعام العلنی الواضح .

وللمفسّرین تعابیر مختلفة حول تفسیر کلمة (کریم) عندما تأتی کصفة لله سبحانه وتعالى .

فقد قال جماعة : إنّ کلمة (کریم) تعنی الواهب الذی لایفعل إلاّ الإحسان ، ولا یقصد من وراء ذلک الحصول على أی ربح .

وقال جماعة آخرون : (الکریم) هو من یقبل القلیل ویجزی إزاءه بالکثیر .

وقال بعضهم : (الکریم) هو الذی لا ینفذُ عطائه أبد .

وقال آخرون أیض : (الکریم) هو من یعطی مایجب علیه وما لا یجب .

ولا یوجد دلیل خاص حول ترجیح أیّ من هذه التفاسیر ، ولکن بما أنّ کرم الله أکملُ أنواع الکرم ، فإنّه یشتمل على جمیع هذه المفاهیم وغیره .

ویجدُر الإنتباه إلى هذه المسألة أیضاً وهی أنّ هذه الکلمة قد وردت فی القرآن الکریم على عدّة وجوه ، فأحیاناً کصفة للرزق مثل :(وَرِزْقٌ کَرِیمٌ). (الأنفال / 4)

وأحیانا کصفة للملائکة مثل: (مَلَکٌ کَرِیمٌ). (یوسف / 31)

وأحیاناً کصفة للعرش مثل (رَبُّ العَرشِ الکَرِیمِ). (المؤمنون / 116)

وأحیاناً کصفة للقرآن مثل:(إِنَّهُ لَقُرآنٌ کَرِیمٌ). (الواقعة / 77)

ولکل واحدة من هذه الأمور نوع من (الکرامة) والقیمة السامیة .

واشتقت کلمة (حمید) من مادّة (حمد) وتعنی الثناء ، وبعکسها الذم والتوبیخ ، لذا (فالحمید) هنا یأتی بمعنى (المحمود) ، ویرمز إلى استحقاق الله لکل أنواع الثناء ، الثناء على ذاته المقدّسة المنقطعة النظیر ، الثناء على صفاته وأسمائه ، الثناء على أفعاله وأعماله الحمیدة، وبالنهایة الثناء على کل تلک المواهب والأرزاق المادیة والمعنویة المتنوعة التی وهبها لجمیع عباده .

قال المرحوم الکفعمی فی مصباحه : (الحمید) هو من یستحق الثناء على أفعاله فی السراء والضرّاء والأفراح والأحزان (3) .

وقال ابن الأثیر فی النهایة : (الحمید) کصفة من صفات الخالق تعنی المستحق للحمد والثناء فی جمیع الأحوال وأضاف قائل :

مفهوما (الحمد) و(الشکر) متقاربان من بعضهما، ولو أنّ الحمد أکثر عموم ، لأنّ الحمد یشمل کُلاًّ من الصفات الذاتیة والعطایا والمواهب ، فی حین أنّ الشکر یشمل المواهب والعطایا فقط لا الصفات .

وعلى أیّة حال ، فإنّ تعبیر (الحمد) کما قلن : ذو مفهوم واسع یشمل الثناء على کل من الذات والصفات والأفعال .

ویجدر الإنتباه إلى أنّ کلمة (حمید) قد تکررت فی ستة عشر موضعاً من القرآن ، وغالباً مارافقتها صفة (الغنی) أو (العزیز) ، ولعل السبب فی ذلک هو کون الأثریاء والأقویاء یقودهم غرورهم فی الغالب إلى ممارسة الأفعال غیر المتّزنة والذمیمة التی هی محل للمذمّة والتوبیخ ، أمّا الله سبحانه ففی نفس الوقت الذی نجده غنیّاً وعزیز ، لا یصدر منه سوى الأفعال المحمودة ، ولا یوجد من بین صفات جماله وکماله أی صفة ذمیمة ، إذن فهو (حمید) من کل ناحیة ویستحق الثناء .

وجاءت کلمة (الفتاح) من مادّة (فتح) ، کما قال الراغب فی المفردات وابن فارس فی مقاییس اللغة : إنّها تعنی بالأصل فتح کلِّ مغلق سواء فتح باب أم حل مشاکل اُخرى .

لذلک یُطلق مصطلح (الفتح) على النصر ، لأنّه یحل مشکلة الحرب ، ویُطلق على الحکم أیض ، لأنّه یحل النزاع .

ولهذا التعبیر معنىً واسعٌ جدّاً عندما یُعبَّر به عن الخالق جلَّ وعل ، فهو یشمل کل من فتح الأبواب المسدودة ، وحل جمیع معضلات العباد المعنویّة والمادیّة ، والحکم بالحق ، والحکم الفصل .

قال المرحوم الکفعمی فی مصباحه : (الفتّاح) معناه الحاکم بین عباده ، وفتح الحاکم بین خصمین إذا قضى بینهما، وأیض ، الذی یفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده ، وهو الذی بعنایته ینفتح کل مغلق (4) .

والأثر التربوی الناجم عن التمعُّن بهذه الصفة الإلهیّة واضحٌ جدّ ، فمن یعتقد بأنّ الله وحده هو الحاکم ، ویعتقد بأنّ حل المشاکل وفتح الأبواب المغلقة یسیر علیه سبحانه ، لا یهاب حجم المشاکل وصعوبتها أبد ، ولا تتراکم على قلبه ذرات غبار الیأس والقنوط ، ولا یکف عن الجدّ والإجتهاد المصحوبین بالإیمان بالنصر بلطفه سبحانه .

و یجدر الانتباه إلى أنّ کلمة (الفتّاح) لم تتکرر أکثر من مرّة فی القرآن وقد رافقتها صفة (العلیم) وهذا یوضح صلتها بصفة (الفتّاح) ، وذلک لأنّ حل المشاکل وفتح عُقَد المعضلات یحتاج إلى علم وفیر ، فالعلیم بکل شیء هو الذی یستطیع حل جمیع المشاکل ، وإذا ماأردت ـ أیّها الإنسان ـ أن تحل مشکلة فی حیاتک أو حیاة الآخرین فعلیک أن تحیط بها علماً بالمستوى المطلوب !

ولعل وصف الباری بصفة (خیر الفاتحین) ، فی الآیة الشریفة عن لسان قوم شُعیب : (رَبَّنَا افتَحْ بَینَنَا وَبَینَ قَومِنَا بِالحَقِّ وَأَنتَ خَیرُ الفَاتحینَ) . (الأعراف / 89)

یعود إلى التأکید على هذا المفهوم أیض ، لأنّ الفاتحین الجهلاء لا یمکنهم دائماً أداء أفعالهم بشکل لائق ، لذا فخیر الفاتحین هو الفتّاح العلیم بکل شیء وفی جمیع الأحوال .


1. مفردات الراغب ، مقاییس اللغة ، والتحقیق فی کلمات القرآن الکریم .
2. والیک نماذج من تلک الاحادیث :
أ) عن أبی خالد الکابلی قال: دخلت على أبی جعفر(علیه السلام) فدعا بالغداء فأکلت منه طعاماً ما اکلت طعاماً قط اطیب منه ولا الطف فلما فرغنا من الطعام قال : یاابا خالد کیف رأیت طعامک او قال طعامنا؟ قلت : جعلت فداک ما اکلت طعاماً أطیب منه قط ولا أنظف ولکن ذکرت الآیة فی کتاب الله عزّ وجل (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَومَئِذ عَنْ النَّعِیمِ)فقال أبو جعفر(علیه السلام): «إنّما یسئلکم عمّا أنتم علیه من الحق» .
ب) عن الإمام جعفر بن محمد(علیه السلام) أنّه قال: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذ عَنِ النَّعِیمِ)والله ماهو الطعام والشراب ولکن ولایتنا أهل البیت .
تفسیر البرهان، ج4، ص502، ح 4، 5، 6، 7، 8، 9، 11، 12، 13 .

3. مصباح الکفعمی، ص 327 .
4. مصباح الکفعمی، ص 321 .

 

21 ـ الرازق 22 ـ الرزّاق 23 ـ الکریم 24 ـ الحمید 25 ـ الفتّاح 26 ـ الرحمن 27 ـ الرحیم 28 ـ أرحم الراحمین 29 ـ الودود 30- الرؤوف 31 ـ اللطیف 32 ـ الحفیّ
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma