تحدثت الآیة الثانیة عن إرادة الله فی الثواب والعقاب ومصیر الناس ، وأشارت إلى هذه الحقیقة التی تفصح عن عدم وجود شیء یمنعه عن إمضاء إرادته بخصوص مکافأة ومعاقبة عباده ، قال تعالى : (قُلْ فَمَنْ یَمْلِکُ لَکُمْ مِّنَ اللهِ شَیْئاً اِنْ اَرَادَ بِکُمْ ضَرًّا اَوْ اَرَادَ بِکُمْ نَفْعاً بَلْ کـَانَ اللهُ بِمـَا تَعْمَلُونَ خَبِیراً) .
إنّ سبب تقاعسکم عن الجهاد هو إمّا لتوقی الحوادث المؤلمة لکم ولأهلیکم ، وإمّا للحصول على منافع مادیة وحفظ الأموال ، وجمیع هذه الاُمور ترتبط بإرادة الله ومشیئته ، ولا أحد یملک لکم من الله شیئ .
إنّ رسوخ هذه العقیدة فی قلب الإنسان یؤدّی إلى ممارسته الأوامر الإلهیّة من دون الخوف من ضرر معین أو فوت منفعة وما شاکل ذلک ، لأنّ مقالید جمیع هذه الاُمور بیده تعالى .
وعلیه یتضح لنا أثر الإیمان بالإرادة والمشیئة الإلهیّة على أعمال الإنسان واستعداده لأداء التکالیف الإلهیّة .
وعلى أیّة حال فالحدیث هنا یدور حول الإرادة التکوینیة أیض .