إنّ من أهم صفات الله سبحانه وتعالى بعد التوحید تتمثل فی علمه اللامحدود وإحاطته بکافة أسرار عالم الوجود المترامی الأطراف، وذاته المقدّسة، فلا تخفى علیه خافیة ولا شاردة ولا واردة ولا ذرة فی هذا العالم الواسع.
لقد أحاط علمه ـ جلّ وعلا ـ بکل قطرة غیث تنزل من السماء ، وبکل زهرة تتفتح فی أغصان الأشجار ، وبکل حبّة فی ظلمات الأرض ، وبکل موجود وکائن حی یسبح فی أعماق البحار العمیقة المظلمة ، وبکل شهاب یضیء وینطفی فی هذه السماء الواسعة ، وبکل موج یرتفع ویهدر على سطح المحیطات ، وبکل نطفة تنعقد فی ظلمات الرحم ، وبالتالی بکل فکرة تخطر على بال أحد .
وعلمه بالأزل والأبدِ واحد ، وإحاطته العلمیة بملایین ملیارات السنوات الماضیة والمستقبلیة کإحاطته بالحاضر ، وبحضوره فی کل مکان وزمان فلم یبق للبعید والقریب والماضی والحاضر والمستقبل معنىً ، فجمیعها متساویة لدیه جلّ شأنه .
هذه هی الحقیقة التی تُنتقى من مجموع الآیات القرآنیة ، والتفکرّ بها له أثر کبیر فی عقائدنا وأعمالن . وبعد هذه الإشارة نعود إلى القرآن الکریم لنتأمل خاشعین فی الآیات القرآنیة التالیة :
1 ـ (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِکُلِّ شَىْء عَلِیمٌ) . ( البقرة / 231 )
2 ـ (قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِى صُدُورِکُمْ أَو تُبدُوهُ یَعْلَمْهُ اللهُ وَیَعْلَمُ مَا فِى السَّماواتِ وَمَا فِى الأَرضِ). (آل عمران/29)
3 ـ (وَهُوَ اللهُ فِى السَّمـاواتِ وَفِى الأَرضِ یَعْلَمُ سِرَّکُمْ وَجَهْرَکُمْ وَیَعْلَمُ مَاتَکْسِبُونَ) .( الانعام / 3 )
4 ـ (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَیْبِ لاَ یَعلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَیَعْلَمُ مَا فِى البَرِّ وَالبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَة إِلاَّ یَعلَمُهَا وَلاَ حَبَّة فِى ظُلُمَاتِ الأَرضِ وَلاَ رَطْب وَلاَ یَابِس إِلاَّ فِى کِتَاب مُّبین) .( الانعام / 59 )
5 ـ (أَلَمْ یَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ یَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللهَ عَلاَّمُ الغُیُوبِ) . ( التوبة / 78 )
6 ـ (وَمَا تَکُونُ فِى شَأن وَمَا تَتلُوا مِنهُ مِنْ قُرآن وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَل إِلاَّ کُنَّا عَلَیکُمْ شُهُوداً إِذ تُفِیضُونَ فِیهِ وَمَا یَعزُبُ عَن رَّبِّکَ مِنْ مِّثقَالِ ذَرَّة فِى الأَرضِ وَلاَ فِى السَّمَاءِوَلاَ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِکَ وَلاَ أَکْبَرَ إِلاَّ فِى کِتَاب مُّبین) . ( یونس / 61 )
7 ـ (یَعْلَمُ مَا یَلِجُ فِى الأَرضِ وَمَا یَخرُجُ مِنهَا وَمَا یَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا یَعرُجُ فیهَا وَهُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ مَا کُنْتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ) . ( الحدید / 4 )
8 ـ (أَلاَ یَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِیفُ الخَبِیرُ) . ( الملک / 14 )
9 ـ (وَلَوْ أَنَّمَا فِى الأَرضِ مِنْ شَجَرَة أَقْلاَمٌ وَالبَحْرُ یَمُدُّهُ مِنْ بَعدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُر مَا نَفِدَتْ کَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزیزٌ حَکِیمٌ) . ( لقمان / 27 )
10 ـ (إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلمُ السَّاعَةِ وَیُنَزِّلُ الْغَیْثَ وَیَعْلَمُ مَا فِى الاَْرحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذا تَکْسِبُ غَداً وَمَا تَدرِى نَفسٌ بِأَىِّ أَرض تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلیمٌ خَبیرٌ) . (لقمان / 34 )
11 ـ (وَإِنَّ رَبَّکَ لَیَعلَمُ مَا تُکِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا یُعْلِنُونَ * وَمَا مِنْ غَائِبَة فِى السَّمَاءِ وَالأَرضِ إِلاَّ فِى کِتَاب مُّبین) . ( النمل/ 74 ـ 75 )
12 ـ (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الأَنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسوِسُ بِهِ نَفسُهُ وَنَحنُ أَقرَبُ إِلَیهِ مِنْ حَبلِ الوَرِیدِ) . ( ق / 16 )