بعد وصف الباری تعالى بصفة التکلُّم تتوجّه الأنظار إلى هذه الصفة وهی: «صدق الله» فی کلامه.
إنّ هذه الصفة، التی تعد من أهم الصفات الفعلیّة، تشکل العمود الأساس فی الوثوق بدعوات الأنبیاء، لأنّه ـ نعوذ بالله ـ لو کان یُمکن تصور صدور الکذب عنه جلّ وعلا لما بقیت هنالک ثقة لا بمسألة الوحی، ولا بالوعود الأخرویّة، ولا بالأخبار التی تتحدث عن المعارف الدینیّة، أو عن عوامل سعادة البشر وشقاوتهم، وبتعبیر آخر فإنّ أسس المسائل الدینیّة تنهار بصورة تامّة بنفی هذه الصفة.
ومن هنا یتضح مدى تأثیر الإیمان بصدق الله فی فهم حقائق الدین.
ولعل هذا هو السّر من ملاحظة وصف الباری فی آیات قرآنیة عدیدة بالصادق وبتعابیر متنوعة ومختلفة تماماً، ومن زوایا متنوّعة.
بعد هذا التمهید نعود إلى القرآن لنمعن خاشعین فی الآیات القرآنیة التالیة:
1ـ (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِیثاً). (النساء / 87)
2ـ (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِیلا). (النساء / 122)
3ـ (وَلَقَد صَدَقَکُمُ اللهُ وَعْدَهُ). (آل عمران / 152)
4ـ (قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ)(1). (الأحزاب / 22)