4ـ المصائب الموقظة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
العلاقة بین الذنوب والبلاء فی الروایات الإسلامیّةالقرآن والمصائب الموقظة

لا ریب أنّ لقسْم من الحوادث المزعجة أثراً ایجابیاً فی تمزیق حُجب الغرور، وإیقاظ الإنسان من نوم الغفلة، وتخلیصه من مخالب عبادة الهوى والتشبُّث بالرأی، وتُعتبر الکثیر منها منعطفاً فی حیاة الأفراد ذوی الإستعداد للهدایة.

فوفرة النعمة، وقدرة السلطة، والعافیة قد تغُر الإنسان لدرجة بحیث ینسى نفسه بالمرّة، فیعتقد بکونه مصدراً لجمیع المواهب، وبأفضلیته على الآخرین، وکأنّه یتصّور خلود الحیاة فیتبدّل فی هذا الحال إلى موجود خطیر، ظالم، أنانی، عنید وعابث، ویستمر على هذه الصفات مالم یُصادف مشکلة فی حیاته، فیخسر حیاته ویخسر الآخرین.

فهاهنا تخرج ید العنایة الإلهیّة من کُمّ رحمانیة الباری لُتعین الإنسان، فتحدث مصیبة عظیمة ثقیلة، کأن یفقد أحد أعزّائه، أو یفشل فی مساعیه وجهوده، أو تهدم زلزلةٌ قصر آماله، أو تُحرق صاعقةٌ قِسماً من أمواله.

فیتعرّض لوخزة قد توقظه فیدخُل فی عالم التفکیر، ویعود من التَیْه والضیاع فیخطو فی جادّة الصواب.

وقد لاحظنا المطبّات الإصطناعیة التی توضع فی الطرق المستویة بهدف الحد مِن نوم قادة السیارات والحیلولة دون سقوطهم فی المزالق.

وقسم من المصائب بمثابة المطبّات فی طریق حیاة الإنسان التی تهز کیانه بقوّة لتمنعه من نوم الغفلة الذی یؤدّی إلى هلاکه.

ویُمکن أن یصدُق هذا الکلام بخصوص الإنسان، أو مجتمع معین، أو جمیع المجتمعات البشریّة، ویُعطی فلسفة قیّمة لقسم من حوادث الحیاة الألیمة.

ولقد وصل الإنسان الیوم، فی ظل التقدم الصناعی، إلى درجة من القدرة بحیث سخّر السماء والأرض وکشفت أجهزته الفضائیة الستر عن أسرار أبعد سیّارات المنظومة الشمسیّة أیضاً، وحصل منها على أخبار عجیبة مذهلة.

وضجّت أصداء العقول الألکترونیة، بحیث صار ترکیب أعضاء الإنسان عملا بسیطاً.

ویُحتمل أن تؤدّی مجموعة هذه الظواهر إلى اغترار الکثیر من العلماء، لکنهم عندما یَرون بقاء مرض السرطان یفتک بالناس بالرغم من کثافة جهود آلاف بل ملایین العلماء المبذولة على مدى التاریخ، أو مرض (الأیدز) الحدیث الظهور الذی ینشأ من مکروب أو فیروس صغیر جدّاً وقد حیّر الجمیع وأرعبهم ـ والجدیر بالاشارة إلى أنّ هذا المرض یأخذ قرابین من الدول الصناعیة المتقدمة أکثر من غیرها ـ سیتعّرضون لهزّه فکریّة عنیفة، وسینتبهون لحظة إلى ضعف وعجز هذا الإنسان القوی مقابل عظمة الکون وخالقه.

ولا یُمکن إنکار أَنّ قِسْماً عظیماً من سکّان العالم لایعتبرون من هذه الحوادث أبداً، ولا یعیرون لها اهتماماً، بل یستمرون فی مواصلة سلوکهم المنحرف، ویبقون منغمسین فی عالَم الخیال، ولکن من المُسَلَّم أن قِسْماً منهم یعتبرون بها ویتوجهون إلى إصلاح أنفسهم. وهذه فلسفة مهمّة جدیرة بالملاحظة.

ولا یلتبس الأمر علیک فإنّنا لا نقصد بأنّ جمیع المصائب والحوادث الألیمة من هذا القبیل، ولا نُقر بوجوب الاستسلام أمام الحوادث والتقاعُس عن مکافحة المشاکل والمصائب، بل نقول: إنّ قِسْماً من الحوادث مُرّة لدرجة بحیث إنّ الإنسان لا یستطیع التکهُّن بها ولا یستطیع مواجهتها، وقسم من هذا النوع یدخل فی موضوع بحثنا وفی زمرة المصائب الموقظة والحوادث الألیمة المنبّهة.

 

العلاقة بین الذنوب والبلاء فی الروایات الإسلامیّةالقرآن والمصائب الموقظة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma