3 ـ أی واحد منها اسم الله الأعظم ؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
2 ـ عدد الأسماء الحسنى وتفسیره صفات الله تعالى

تناسباً مع بحثنا حول الأسماء الحسنى نتکلم حول الاسم الأعظم أیض .

لقد ورد التأکید فی روایات کثیرة على موضوع «اسم الله الأعظم» ، ویستنتج منها أنّ من دعا الله باسمه الأعظم استجاب له ولبّى حاجته ، لذا فقد ورد فی ذیل بعض هذه الروایات : «والذی نفسی بیده لقد سئل الله باسمه الأعظم الذی إذا سُئل به أعطاه وإذا دُعی به أجاب» (1) . وتعابیر اُخرى من هذا القبیل ، وکذلک فقد ورد فی الروایات بأنّ (آصف بن برخیا) ـ وزیر سلیمان(علیه السلام) ، الذی جاء بعرش بلقیس من الیمن إلى الشام بلمحة بصر ، کان یعرف الاسم الأعظم (2) ، وکذلک (بلعم بن باعورا) عالم وزاهد بنی اسرائیل ـ الذی کان مستجاب الدعوة ـ کان یعرف الاسم الأعظم أیض(3) .

وقد نقل العلاّمة المجلسی روایات کثیرة حول الاسم الأعظم وأیّ الأسماء هو من بین أسماء الله الحسنى لا مجال لذکرها هن ، فقد ورد عن الإمام الصادق(علیه السلام)أنّه قال : «اسم الله الأعظم مقطّع فی أمِّ الکتاب» (4).

وکذلک مانقل فی بعض الروایات : عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال : «بسم الله الرحمن الرحیم أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العین إلى بیاضها» (5).

وقد ذکرت الروایات وآیات قرآنیة أسماء مقدّسة اُخرى من أسماء الله ، والأسماء الحسنى یفوق بعضها البعض الآخر من حیث المعنى ، (ولزیادة الاطلاع راجع الجزء الثالث والتسعین من کتاب بحار الأنوار) .

لکن محور البحث هنا یکمن فی أنّ الاسم الأعظم هل هو کلمة ، أم جملة ، أم آیة قرآنیة معینة ؟ وهل هذه التأثیرات والقدرة کامنة فی الألفاظ والحروف بدون قید أو شرط؟ أم أنّ تأثیرها ینبع من صیاغتها اللفظّیة إضافة إلى حالات وشروط خاصّة بالشخص الذی یرفع یدیه بالدعاء من حیث التقوى والطهارة ، وحضور القلب ، والتوجه الخالص لله ، وقطع الأمل عمّن سواه ، والتوکل الکامل على ذاته المقدّسة ؟

أم أنّ الاسم الأعظم لیس من سنخ اللفظ ؟ وما استعمال الألفاظ إلاّ للإشارة إلى حقیقتها ومحتواه ، وبتعبیر آخر فإنّ مفاهیم هذه الألفاظ . یجب أن تنفذ إلى روح الإنسان فیتخلق بمعناها حتى یصل إلى مرحلة من الکمال بحیث یصیر مستجاب الدعوة بل یمکنه ـ بالإضافة إلى ذلک ـ أن یتصرف فی الموجودات التکوینیة بإذن الله .

من هذه الاحتمالات الثلاثة ، یستبعد جدّاً أن یکون لهذه الحروف والألفاظ أثر بدون أن یکون لمحتواها ولأوصاف وحالات الشخص دخلٌ فی الموضوع ، ومع أنّه ورد فی بعض القصص الخرافیة التی نقلت شعراً ونثراً فی بعض الکتب من أنّ عفریت الجن کان یستطیع الاستیلاء على عرش سلیمان وأداء أعماله عن طریق معرفته بالاسم الأعظم !! فإنّ مثل هذا التصُّور عن اسم الله الأعظم بعید جدّاً عن روح التعلیمات الإسلامیة ، علاوة على هذا فإنّ نفس قصة (بلعم بن باعورا) ، التی أخبرت عن أنّه فقد الاسم الأعظم بعد أن انحرف عن التقوى والطریق الصحیح ، تدل على أنّ لهذا الاسم علاقة وثیقة جدّاً بأوصاف وحالات الداعی ، لذا فالاحتمال الصحیح هو أحد التفسیرین الأخیرین أو کلاهما.

یقول العلاّمة الطباطبائی(رحمه الله) فی تفسیر المیزان ، بعد أن أشار إلى مسألة الاسم الأعظم : «مع أنّ أسماء الله عموماً واسمه الأعظم خصوصا مؤثرة فی عالم الوجود وتعد وسائطاً وأسباباً لنزول الفیوضات فی هذا العالم ، إلاّ أنّ تأثیرها منوط بحقائقها لا بنفس ألفاظها التی تدلّ علیها ولا بمعانیها المرسومة فی الذهن» (6) . وهذا الکلام یؤید أیضاً صحة ما ذکرنا.

وتوجد نقطة جدیرة بالالتفات أیضاً وهی أنّ هناک تعابیر مختلفة للإسم الأعظم فی روایات هذا الباب ، وکل واحد منها حصر الاسم الأعظم بمعنى معیَّن .

فبعضها عدّت البسملة أقرب شیء إلى الاسم الأعظم وبعضها حددت اسم الله الأعظم فی ذکر هذه العبارات : «بسم الله الرحمن الرحیم لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلی العظیم» مائة مرّة بعد صلاة الصبح .

وبعضها الآخر فی سورة «الحمد» و«التوحید» و«آیة الکرسی» و«القدر» .

وبعضها فی الآیات الست الأواخر من سورة الحشر .

وبالتالی فبعضها الأخر فی: (قُلِ اللَّهمَّ مَالِکَ المُلکِ) إلى قوله : (وَتَرزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَیرِ حِسَاب). ( آل عمران / 26 ـ 27)

وغیر هذه التعابیر(7) .

ویمکن أن یکون سبب هذا التفاوت هو تعدُّد الاسم الأعظم ، أو تفاوت المقاصد ، ولکن المهم فی الوقت ذاته هو أنّ طهارة القلب ، وخلوص النیّة ، والتوجُّه إلى الله ، وقطع الأمل عمن سواه ، والتخلُّق بهذه الصفات هی التی تخلق روح الاسم الأعظم .


1. بحار الانوار، ج 93 ، ص 225 .
2. سفینة البحار، ج 1 ، ص 23 ; وبحار الأنوار، ج 14 ، ص 113 .
3. بحار الانوار، ج 13 ، ص 377 .
4. بحار الانوار، ج 90، ص 223.
5. بحار الأنوار، ج 75، ص 371.
6. تفسیر المیزان، ج 8 ، ص 372 .
7. بحار الانوار، ج 93 ، ص 223 ; اُصول الکافی، ج 1 ، ص 107 .

 

2 ـ عدد الأسماء الحسنى وتفسیره صفات الله تعالى
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma