یاموسى ارنا الله جهرة !

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
العین لا تُطیق مشاهدة جماله عدم امکانیة رؤیة الله!

تحدثت الآیة الثانیة عن القصة المعروفة لبنی إسرائیل الذین ألحّوا على موسى (علیه السلام)لیریهم الله تعالى ، فأخذهم موسى بأمر من الباری عزّ وجلّ إلى جبل (طور) لیحصلوا على جواب ماسألو ، فحدثت هناک حادثة عجیبة انکشفت فیها جمیع الحقائق المرتبطة بهذا الموضوع .

قال تعالى : (وَلَمَّا جَآءَ مُوسَى لِمِیقَاتِنَا وَکَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْکَ) . فسمع موسى(علیه السلام) هذا الجواب الجلی الواضح من ربّه: (قَالَ لَنْ تَرَانِی وَلَکِنِ انْظُرْ إِلى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَکَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِی).

فنظر موسى(علیه السلام) وسبعون رجُلا من بنی اسرائیل ، الذین کانوا معه إلى الجبل فتجلّى الله للجبل : (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَکّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً) .

وکذلک الحال بالنسبة لمن معه من بنی اسرائیل : (فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَکَ تُبْتُ إِلَیْکَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤمِنِینَ) .

ولتکملة تفسیر هذه الآیة ینبغی الإجابة هنا عن عدّة أسئلة:

الأول : إذا کانت مشاهدة جمال الله مُحالةً ( کما یُستنتج من عبارة ( لَنْ تَرَانِی ) فَلِمَ سأل موسى ربّه الرؤیة مع أنّه کان رسولا ؟

یُمکن الإجابة عن هذا السؤال بسهولة وذلک بالإستعانة بآیات قرآنیة اُخرى ، وهو : إنّ هذا السؤال صدر من جُهلاء بنی إسرائیل الذین کانوا یُشکلون الأغلبیة ، کما نجد فی القرآن الکریم أنّ موسى(علیه السلام) قال بعد هذه الحادثة مخاطباً ربّه : (أَتُهلِکُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا) ؟ (الأعراف / 155)

فیُستنتج من هذا التعبیر أنّ هذا السؤال لم یصدر من موسى (علیه السلام) ، بل قد تعرض لضغوط أجبرته على طرح سؤال أولئک الجهلاء لیحصل لهم على جواب من ربّه وکذلک لألقاء الحجة علیهم .

ویستفاد بوضوح من قوله تعالى : (یَسْأَلُک أَهْلُ الکِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَیْهِم کِتَابَاً مِّن السَّمَاءِ فَقَد سَأَلُوا مُوسَى أَکبَرَ مِن ذَلِکَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهرَةً فَأَخَذَتهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلمِهِم). (النساء / 153)

و قال أیضاً: (وَإِذْ قُلتُم یَا مُوسَى لَن نُّؤمِنَ لَکَ حَتّى نَرَى اللَّهَ جَهرَةً فَأَخَذَتکُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُم تَنْظُرُونَ). (البقرة / 55)

إنّ تعنت سفهاء بنی اسرائیل هو الذی دفعهم لتوجیه مثل هذا السؤال إلى موسى(علیه السلام)وکان (علیه السلام) قام بنقل سؤالهم فقط ، لیسمعوا الجواب الإلهی الرادع .

وإن أصّر أمثال الفخر الرازی على کون هذا السؤال قد صدر من موسى(علیه السلام) فاستفاد منه الفخر الرازی إمکانیة رؤیة الله تعالى البصریّة ، حیث یقول: «وإلاّ لما سأل رسول عظیم کموسى (علیه السلام) مثل هذا السؤال» ، فهو إصرار فی غیر محلّه ، وقد أبطلته الآیات أعلاه بوضوح .

عجیب حقّ ، فبالرغم من أن الآیة الشریفة تصرح : (لن ترانی) وکون ( لن ) أداة للنفی الأبدی ، أی إنّک لن ترانی أبد ، وعدّت الآیة هذا السؤال من قبل بنی إسرائیل تعدّیاً ووقاحةً ، وأنذرت بالصاعقة عقاباً علیه ، مع کلّ ذلک نجد أنّ جماعة من المتعصبین یُصرون على عدم دلالة الآیة بأی شکل على نفی رؤیة الله ، بل بالعکس !

ویجب الإعتراف أنّ آفة التعصُّب آفة عجیبة بامکانها أن تحط حتى من مستوى عالم کبیر إذا أُصیب بها وتجعله یتوسل بأدلة غیر منطقیة وبعیدة عن العقل والصواب.

والنقطة الاُخرى : هی أنّ المقصود من التجلی الإلهی فی هذه الآیة هی ( الصاعقة ) بذاته ، والتی تُعد مخلوقاً من المخلوقات ، وشُعاعاً من الأفعال الإلهیّة، وهی کنایة عن أنّکم إذا لم تقدروا على رؤیة الصاعقة التی تُعد شرارة صغیرة فی هذا الوجود العظیم وما لها من تأثیر علیکم ، حیث تکون مصحوبة بالهول والرعب ، فهی قادرة على أن تصرعکم جمیع ، وتدکّ الجبل ، وتزلزل الأرض . فکیف تُریدون رؤیة الذات الإلهیّة المنقطعة النظیر؟!

والحقیقة إنّ التجلی الإلهی کان إجابةً وعقوبةً لهم فی نفس الوقت !

وآخر الکلام هو: لماذا طلب موسى (علیه السلام) التوبة من الباری بعد أن أفاق؟

إنّ هذا الطلب یُمکن أن یحملَ على احتمالین :

الأول: کما أنّ طلب موسى(علیه السلام) الرؤیة کان نیابةً عن بنی اسرائیل فإنّ طلبه التوبة من الباری کان نیابةً عن قومه أیض .

الثانی: أنّ موسى (علیه السلام) کان یخشى من أنّ هذا المقدار من ( النیابة عن بنی اسرائیل ) یُمکن أن یؤثر سلبیاً على إیمانه وقدسیة اعتقاده، لذا فانّه أعلن توبته وإیمانه لتسمو قداسته قدر الإمکان .

وکذلک نجد أنّ الفخر الرازی غرق فی دوّامة تعصُّبه أیض ، ولم ینکر دلالة الآیة على استحالة رؤیة الله تعالى فحسب ، بل أصّر فی قوله على أنّ جوانب عدیدة من الآیة تدل على إمکانیة الرؤیة !ثمّ أدرج أموراً لا تستحق صرف الوقت لعرضها من جهة ، ولا هی أهلاً للإجابة علیها من جهة أُخرى؟ وقد لاحظتم نماذج منها فی تفسیره للآیة الماضیة .

ویتضح تفسیر الآیة الثالثة من خلال تفسیر الآیة الثانیة ، ولزیادة التوضیح نضیف : إنّ الله سبحانه وتعالى عَّد طلب بنی اسرائیل الذین قالوا لموسى(علیه السلام): (أَرِنَا اللهُ جَهْرَةً) ذنباً عظیماً وظلماً فاحشاً؟ وإنّه الذنب الذی أعقبه نزول العذاب الإلهی ، لذا قال الله تعالى: (یَسأَلُکَ أَهْلُ الکِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَیهِم کِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَد سَأَلُوا مُوسَى أَکبَرَ مِنْ ذَلِکَ فَقَالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ) .

ماذا ارتکب الیهود من ظلم فی هذا المجال؟ إنّهم اعتبروا ربّهم العظیم بمستوى موجود جسمانی مادّی ، وطلبوا مشاهدته .

وبسبب اساءتهم الأدب فی اعتبارهم هذا أخذتهم الصاعقة لتکون عقوبةً وعبرةً لهم فی نفس الوقت ، ولیعلموا أنّهم عندما لا یقدرون على مشاهدة هذا المخلوق الإلهی الصغیر الذی لا یساوی أکثر من شرارة فی عالم الوجود العظیم ، فکیف یُریدون مشاهدة خالق الشمس والقمر والنجوم وعالم الوجود!؟

إنّ هذه المسألة یستطیع کل واحد أن یتوصل إلیها بدون أن یطالع ویُحقق فی قرائن الآیة .

وما ورد فی بعض کلام ( الأشاعرة ) أنّ هذا التوبیخ والعقاب الذی نزل بهم کان بسبب طلبهم هذا الشی من الله تعالى فی الدنی ، مع کون الآخرة هی محل المشاهدة! (1) یُعدُّ کلاماً ضعیفاً جدّ .

لأنّ التفاوت الموجود بین الدنیا والآخرة فی مثل هذه الموارد موضوع لا یستحق التوبیخ والعقاب ، ولحن الآیة یدل على أنّهم قد ارتکبوا إساءة فظیعة تجاه ساحة القدس الإلهیّة ، وهی وصفهم الذات الإلهیّة بصفة لا تلیق به سبحانه ، بل هی خاصّة بالممکنات ، وإنّهم سلکوا طریق الشرک .

وأمّا ماهو مقصود أهل الکتاب بطلبهم إنزال کتاب من السماء علیهم؟ فهناک تفاسیر متعددة:

قیل : إنّ مقصودهم هو الإستهانة بالقرآن ، وسألوا الرسول أن یُنّزل علیهم ألواحاً کالألواح التی نزلت على موسى(علیه السلام).

وقیل : إنّهم کانوا یریدون کتاباً خاصّاً بهم أو برؤسائهم وکبرائهم!

وقیل أیض : إنّهم کانوا یریدون کتاباً خاصّاً من الله تعالى یدعوهم إلى الإیمان بالرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله).

وأیّا کان من هذه المعانی فإنّه یدل على عنادهم والحاحهم وعدم تسلیمهم للحق ، وبدیهی أنّ مثل هذا الطلب یستحق التوبیخ والعقوبة .


1. تفسیر الکبیر، ذیل الآیة 55 من سورة البقرة .

 

العین لا تُطیق مشاهدة جماله عدم امکانیة رؤیة الله!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma