بعد أن أشارت الآیة السابعة إلى قدرة الله تعالى على إحیاء الموتى فی عالم الآخرة ، ذکرت هذا المعنى بتعبیر آخر حیث قال تعالى : (اَوَلَمْ یَرَوا اَنَّ اللهَ الَّذى خَلَقَ السَّمـَاوَاتِ وَالاَْرْضَ وَلَمْ یَعْىَ بِخَلْقِهِنَّ بِقـَادِر عَلَى اَنْ یُحْىَ الْمَوْتى بَلَى اِنَّهُ عَلَى کُلِّ شَىء قَدِیرٌ)(1). ( الأحقاف / 33 )
أکدت هذه الآیة أیضاً على أنّ خلق السموات والأرض بعظمتها وتنوّعها دلیلٌ على قدرة الباری على إحیاء الموتى من جهة ، وقدرته على کل شیء من جهة اُخرى ، لأنّ جمیع ما یمکننا تصوّره إنما هی نماذج فی عالم الوجود . والموت والحیاة ، وکذلک الکائنات المجهریة والمخلوقات العظیمة جدّاً بکل أبعادها ومن کل شکل ولون ونوع وجنس ، فخلقها من قبل الباری تعالى ، یُعد أفضل دلیل على شمولیة وهیمنة القدرة الإلهیّة .