وفى الآیة الخامسة یُلاحظ بعد ذکرها مالکیّة وحاکمیّة الباری على السموات والأرض وما فیهنّ ، بیّنت أنّه سبحانه على کُلّ شیء قدیر:
(للهِِ مُلْکُ السَّمـَاوَاتِ وَالاَْرْضِ وَمَا فِیهِنَّ وَهُوَ عَلَى کُلِّ شَىء قَدِیرٌ). (المائدة /120)
وبدیهی أنّ سبب هذه الحاکمیّة والمالکیة هو خالقیته تعالى ، وقطعاً أنّ من خلق جمیع هذه المخلوقات المتنوّعة هو على کُلّ شیء قدیر ، وبالحقیقة أنّ صدر الآیة دلیلٌ على ذیله .
ویحتمل أن یکون هذا التعبیر لقطع أمل المشرکین بالأصنام وهدایتهم إلى الباری ، لیعلموا أنّ مقدَّرات جمیع الأمور ومقالیدها بیده تعالى ، أو لنفی ودحض عقیدة المسیحیین فى تألیه عیسى (علیه السلام) ، والتی ورد ذکرها فی الآیات السابقة لهذه الآیة من نفس السورة .
وعلى أیّة حال فهو أساس لقلع جذور الشرک بجمیع أشکاله .
ویجدر الإلتفات إلى أنّ کلمة ( مِلک ) ـ بکسر المیم ـ تعنی سلطة الإنسان على شیء معین ، و( مُلک ) ـ بضم المیم ـ تعنی التحکُّم بنظام اجتماعی معین ، وبتعبیر آخر فالمصطلح الأول له حالة فردیة والثانی له حالة اجتماعیة وهو نفس ما یَرِدُ فی تعابیرنا الیومیة عندما نعبّر عنه بـ ( المالک ) و( الحاکم) .