جمع الآیات وتفسیرها

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
شرح المفرداتدلائل صدق الله

تحدثت الآیتان الأولى والثانیة حول أنّ الله سبحانه وتعالى أصدق کل شیء حیث قال تعالى وباستفهام استنکاری: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِیثاً) و(وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِیلا)(1).

وقد اعتقد بعض المفسّرین بأنّ التعبیر بکلمة (أصدق) یخص الکمیّة فقط (أی مَن هو أکثر صدقاً فی الموارد)، لا الکیفیّة، لأنّ الکلام الصادق هو ما طابق الواقع وإلاّ فهو کذب، ولا یُمکن تصوُّر الزیادة والنقصان فی کیفیته( 2).

ولکن الحق هو إمکانیة تصوُّر درجات مختلفة للصدق من حیث الکیفیّة، وهو عندما یکون الواقع ذا أبعاد مختلفة، فمن المسلَّم أنّ المتکلّم الذی یُطابق کلامه الواقع فی جمیع الأبعاد یُعتَبر أصدق ممن یُطابق کلامه الواقع فی أبعاد مُعینَّة.

فمثلا عندما یُشبّهُ مؤمنٌ (بسلمان الفارسی)، والآخر یُشبَّهُ (بأبی ذر)، فمن المسلَّم أن أصدقهما هو من أخذ بنظر الإعتبار فی تشببهه أبعاداً أکثر.

والله أصدق حدیثاً ممن سواه، إنّما هو کذلک، لکون منشأ الکذب إمّا من الجهل وعدم معرفة الواقع، أو من الضعف والعجز والحاجة، ولکون ذاته المقدّسة منزّهة عن جمیع هذه الصفات، فهو أصدق حدیثاً.

وتحدثت الآیتان الثالثة والرابعة عن صدق الله فی وعوده، لکن الآیة الثالثة تحدثت عن الوعد الإلهی حول النصر على الأعداء فی معرکة أُحد، حیث انتصر المسلمون فی البدایة طبق هذا الوعد، لکن تثاقل وعصیان جماعة منهم أدت إلى انکسارهم فی نهایة الأمر، قال تعالى: (وَلَقْدَ صَدَقَکُمُ اللهُ وَعْدَهُ)، ولکن اختلافکم وتماهلکم وعصیانکم فی نهایة الأمر أدّى إلى انکسارکم، والتقصیر إنّما جاء من عندکم، ولم یخلف اللهُ وعدَهُ.

وکان هذا ردّاً على من کانوا یعتقدون بأنّ هزیمتهم فی معرکة أُحد، هی خلاف للوعد الإلهی.

أمّا الآیة الرابعة فقد تحدثت عن لسان حال المؤمنین حول واقعة الأحزاب، حیث إنّهم عندما وقفوا أمام جیش الأحزاب قالوا: (هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللهُ وَ رَسُولُهُ).

والکلام هنا یدور حول کُلّ مَن صدق الله وصدق رسوله الذی: (وَمَا یَنْطِقُ عَنِ الهَوَى * إنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ یُوحَى)، وقوله قول الله، ووعده وعد الله أیضاً.

وهنالک عدّة احتمالات حول ما وعد به الله ورسوله المؤمنین وتحقق عند مشاهدتهم جیش الأحزاب: الأول: إنّ الرسول(صلى الله علیه وآله) کان قد قال لهم: ستقصدکم جیوش الأحزاب بعد تسعة أو عشرة أیّام، فعندما حضرت جیوش الأحزاب فی الموعد المقرر قال المؤمنون قولهم هذا: (هَذَا مَا وَعَدَنا الله وَرَسُولُه)(3). (النجم / 3 ـ 4)

و الأمر الآخر هو أنّه تعالى قال مُخاطباً المسلمین: (أَمْ حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا یَأتِکُم مَّثَلُ الَّذِینَ خَلَوْا مِن قَبلِکُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى یَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِینَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصرُ اللهِ أَلاَ إِنَّ نَصرَ اللهِ قَرِیبٌ). (البقرة / 214)

وجدوا أنفسهم مقابل ذلک الجیش العظیم عرفوا تحقق الوعد الإلهی وإشرافهم على دخول امتحان عظیم(4).

وقال البعض أیضاً: إنَّ الرسول(صلى الله علیه وآله) کان قد بشّر المؤمنین بالنصر بعد محاصرتهم من قبل جیش الأحزاب، وانتشار الإسلام فی أرجاء العالم وسقوط قصور (الحیرة) و(المدائن) و(کسرى) فی أیدی المسلمین فیما بعد.

فعندما رأى المسلمون القسم الأول من هذا الوعد فرحوا وقالوا: أبشروا بالنصر النهائی(5).


1. قیل وقول: مصدر.
2. تفسیر روح المعانی، ج 5، ص 95، ذیل الآیة 87 من سورة النساء.
3. تفسیر روح المعانی، ج 21، ص 151.
4. تفسیر المیزان، ج 16، ص 306، وقد ورد نفس هذا التفسیر فی تفسیر الکبیر بشکل مختصر.
5. تفسیر القرطبی، ج 8، ص 5239.

 

شرح المفرداتدلائل صدق الله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma