العلاقة بین الذنوب والبلاء فی الروایات الإسلامیّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
3 ـ مصائب العقوبات الإلهیّة4ـ المصائب الموقظة

ما ذکرناه آنفاً ملحوظٌ أیضاً فی الروایات الإسلامیّة بشکل واسع بحیث إنّ قِسماً ملحوظاً على الأقل من المصائب والبلایا التی تُصیب المجتمعات الإنسانیة ذات صیغة جزائیة وقصاص للذنوب: وکنموذج على ذلک:

1 ـ عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنّه قال: «إن الله تعالى إذا غضب على أمّة، ثم لم یُنزل بها العذاب أغلى أسعارها وقصّر أعمارها ولم تربح تجارتها ولم تغزُر أنهارها ولم تُزکّ ثمارها وسلّط علیها شرارها وحبس علیها أمطارها»(1).

2 ـ ورد فی حدیث آخر عن الإمام الرض(علیه السلام) أنّه قال: «کُلّما احدث العباد من الذنوب ما لم یکونوا یعلمون أحدث لهم من البلاء ما لم یکونوا یعرفون»(2).

3 ـ فی روایة اُخرى عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنّه قال: «من یموت بالذنوب أکثر ممّن یموت بالآجال، ومن یعیش بالإحسان أکثر ممّن یعیش بالأعمار»(3).

4 ـ وعنه أیض(علیه السلام): «إنّ الرجُل لیُذنب الذنب فیُحرمُ صلاة اللیل وإنّ عمل الشّر أسرع فی صاحبه من السکّین فی اللحم!»(4).

یُمکن لهذه الأحادیث أن تکون شاهداً على هذا البحث أو البحث السابق بخصوص العلاقة الطبیعیّة بین الذنب والحوادث المُّرة، (تأمل جیداً).

5 ـ عن الإمام الباقر(علیه السلام) أنّه قال: «وجدنا فی کتاب رسول الله(صلى الله علیه وآله) (الروایات النبویّة» أنّه قال: «إذا ظهر الزنا من بعدی کثر موت الفجأة، وإذا طفّف المکیال والمیزان أخذهم الله بالسنین والنقص، وإذا منعوا الزکاة منعت الأرض برکتها من الزرع والثمار والمعادن کُلّها، وإذا جاروا فی الأحکام تعاونوا على الظلم والعدوان، وإذا نقضوا العهد سلط الله علیهم عدّوهم، وإذا قطعوا الأرحام جُعلت الأموال فی أیدی الأشرار، وإذا لم یأمروا بالمعروف ولم ینهُوا عن المنکر، ولم یتّبعوا الأخیار من أهل بیتی، سلط الله علیهم شرارهم، فیدعوا خیارهم فلا یُستجاب لهم!»(5).

6ـ نُقِلَ ـ فی تفسیر سورة نوح(علیه السلام) ـ حدیث لطیف فی هذا المجال عن أمیر المؤمنین علی(علیه السلام): نقل القلانسی وهو (أحد کبار علماء أهل السُّنّة) فی تفسیره أنّ رجُلا جاء إلى علی(علیه السلام) وقال له: یا أمیر المؤمنین! أذنبتُ کثیراً من الذنوب وسوّدت بها صحیفة أعمالی فادعو لیغفر لی ربّی، فقال(علیه السلام): «علیک بالاستغفار».

وجاءه رجلٌ آخر وقال: أصاب مزارعی الجفاف بسبب قلة المیاه فادعو الله لیُنزّل الغیث، فقال(علیه السلام): «علیک بالاستغفار».

وجاءه آخر وقال: أنا رجل فقیر وقد أنهکنی الفقر فادعو الله لیمنَّ علیٍّ من عمیم لطفه، فقال له: «علیک بالاستغفار».

وجاءه رابعٌ وقال: لی ثروة طائلة ولکن لا ذریّة لی فادعو الله سبحانه وتعالى لیهب لی ذریّة، فقال له: «علیک بالاستغفار!».

وقام إلیه آخر وقال: یا سیّد الوصیین، إنّ بستانی شحیح الثمار، فادعو الله لیبارک فیها، فقال(علیه السلام): «علیک بالاستغفار».

وقال آخر: یا علی! جفّت عیون المیاه فی أرضنا، وشحّت فروع الأنهار، وحلّ بنا القحط، فأسألک الدعاء یا سیدی، فقال(علیه السلام): «علیک بالاستغفار!».

یقول ابن عبّاس: کنت حاضراً عند أمیر المؤمنین(علیه السلام) فقلت له: یا أمیر المؤمنین سألوک أسئلة مختلفة وأجبتهم جواباً واحداً (ووصفت دواءً واحداً لجمیع هؤلاء المرضى وهو الاستغفار!) فقال(علیه السلام): «یا ابن عمّی! أولَمْ تسمع هذه الآیات (عن لسان نوح(علیه السلام)) التی تقول: (فَقُلتُ اسْتَغفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کَانَ غَفَّاراً * یُرسِلِ السَّمَاءَ عَلَیکُمْ مِّدرَاراً * وَیُمِددکُم بِأَموَال وَبَنِینَ وَیَجعَل لَّکُم جَنَّات وَیَجعَل لَّکُم أَنهَاراً)...»(6).

وقد نقل جمعٌ من المفسّرین الحدیث المذکور عن الحسن البصری، وإن کان منقولا عنه حقّاً، فإنّه على الأقوى قد سمعه عن أمیرالمؤمنین على(علیه السلام) مباشرةً لأنّه استفاض من نور الإمام(علیه السلام) کثیراً.

إنّ الروایات المذکورة والروایات الکثیرة الاُخرى المنقولة فی التواریخ وکتب الأخبار تُعدُّ من أفضل الشواهد على وجود علاقة بین قسم من المصائب مع الذنوب والمعاصی (طبعاً إنّ قِسماً من هذه الروایات یشیر إلى الأثر الوضعی للأعمال، وقسماً آخر یُشیر إلى العقوبات الإلهیّة وبعضها الآخر یحمل کلا المعنیین).


1. بحارالأنوار، ج 70، ص 353.
2. المصدر السابق، ج 7، ص 345.
3. المصدر السابق، ص 354.
4. المصدر السابق، ص 358، ح 74.
5. اصول الکافی، ج 2، ص 374، ح 2.
6. تفسیر منهج الصادقین، ج 10، ص 119، فی تفسیر الآیة 12 فی سورة نوح. (مع شیء من الإختصار).

 

3 ـ مصائب العقوبات الإلهیّة4ـ المصائب الموقظة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma