عنده مفاتح الغیب الخمسة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
ولو أنّ ما فی الأرض من شجرة أقلام و...:وکل شیء فی کتاب مبین

لقد عرضت الآیة العاشرة أیضاً قسما آخر من علم الله تعالى ، وهو العلوم الغیبیّة المخصوصة بذاته المقدّسة ، وأکدت بأنّ لا أحد یحیط بحقیقتها سواه ، قال تعالى : (إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلمُ السَّاعَةِ وَیُنَزِّلُ الغَیْثَ وَیَعْلَمُ مَا فِى الاَْرحَامِ) . (من حیث نوع الجنس وما یتعلق به والسلامة ، ومن حیث سائر الاستعدادات والقدرات الاُخرى ) . (وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَکْسِبُ غَداً وَمَا تَدرِى نَفسٌ بِأَیِّ أَرض تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِیمٌ خَبیرٌ).

ما ذُکر فی هذه الآیة من علم الله یعکس بوضوح موعد القیامة ، لکن لحن الآیة یدلّ على اختصاص علم الاُمور الأربعة المذکورة بعد هذا الأمر بالله سبحانه أیض ، لأنّه لا یُرى تشابه بین هذه المواضیع الخمسة سوى من حیث کونها علوماً خاصّة بالله سبحانه ، علاوة على ماصرحت به الکثیر من الروایات المنقولة من طرق الشیعة والسنة عن رسول الله(صلى الله علیه وآله)والأئمّة المعصومین (علیهم السلام) ، حول اختصاص هذه العلوم الخمسة بذاته المقدّسة جلّ وعل ، وکنموذج ننقل هنا حدیثاً من تفسیر (الدر المنثور) وآخر من تفسیر «نور الثقلین» :

1 ـ ورد فی ( الدر المنثور ) عن رسول الله (صلى الله علیه وآله) قال : « ومفاتیح الغیب خمس لا یعلمهن إلاّ الله ، لایعلم ما فی غد إلاّ الله ، ولا متى تقوم الساعة إلاّ الله ، ولا یعلم ما فی الأرحام إلاّ الله ، ولا متى ینزل الغیث إلاّ الله ، وما تدری نفس بأی أرض تموت إلاّ الله » (1) .

2 ـ ورد فی ( نور الثقلین ) عن الإمام الصادق(علیه السلام) قال : « ألا أخبرکم بخمسة لم یُطْلع الله علیها أحداً من خلقه ؟ قلت : بلى، قال : إنّ الله عنده علم الساعة ویُنزلُ الغیث ویعلم ما فی الأرحام وما تدری نفسٌ ماذا تکسبُ غداً وما تدری نفسٌ بأی أرض تموت إنّ اللهَ علیمٌ خبیر » (2) .

وقد وردت روایات کثیرة اُخرى أیضاً فی کتب الحدیث حول هذا الموضوع (3) .الإجابة عن سؤالین :

السؤال الأول : کیف أنّ هذه العلوم الخمسة مختصة باللّه سبحانه وتعالى مع أنّه من الممکن تشخیص جنس الجنین (ذکر أم انثى) بوسائل معینة ؟ وإن لم تکن هذه المسألة قطعیة لحد الآن ، وکذلک نزول الغیث حیث یستنبأ بنزوله قبل هطوله بقلیل .

الجواب : الکلام لا یدور فقط حول جنس الجنین بل إنّ الله سبحانه یعلم عدد الأجنة الموجودة فی الأرحام ، ووضعیتها واستعداداتها وأذواقه ، ومواهبه ، وقدراتها وضعفها وجمیع خصوصیاته ، وهکذا عن الغیث ، فقد أحاط علمه بکمیة الغیث ونوعیته وعدد قطراته ووزنها ومحل سقوطه . ولا أحد یمکنه أن یحیط علماً بهذه الأمور وبأی وسیلة کانت .

والشاهد على کلامنا هذا هو حدیث ورد فی نهج البلاغة حول تفسیر هذه الآیة :

«فَیَعْلَمُ اللهُ سُبْحـانَهُ مـا فِی الاَْرْحـامِ مِنْ ذَکَر اَو اُنْثى وَقَبیح اَوْ جَمیل وَسَخِیٍّ اَوْ بَخیل ... فَهـذا عِلْمُ الْغَیْبِ الَّذی لا یَعْلَمُهُ اَحَدٌ اِلاّ اللهُ »(4) .

تدلّ هذه العبارة بوضوح على أنّ المقصود هو العلم بجمیع صفات الجنین الجسمیة والروحیة ، لا جنس الجنین فقط .

السؤال الثانی : کیف یمکن الجمع بین هذه الآیة والروایات الکثیرة التی وردت فی تفسیرها وبین الروایات الکثیرة التی صرحت بأنّ الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) والأئمّة المعصومین (علیهم السلام) کانوا یُخبرون عن حوادث المستقبل ، أو یوم وفاتهم ، ومحل دفنهم ، وسائر الاُمور المستقبلیة ، ألا یوجد تعارض بین هاتین المجموعتین ؟ لأنّ الآیة تقول : (وَمَا تَدرِى نَفسٌ مَّاذَا تَکسِبُ غَداً وَمَا تَدرِى نَفسٌ بِأَىِّ أَرض تَمُوتُ

الجواب : یمکن الإجابة عن هذا الإشکال بأنّ الفرق هو فی الإجمال والتفصیل بتوضیح أن ما یخبر به أولیاء الله أو الملائکة عن حوادث المستقبل وعلم الغیب لیس إلاّ علماً إجمالیّ ، فمثلاً یعلمون بأنّ الشخص الفلانی سیموت فی الغد ، أمّا العلم بساعة ولحظة وفاته وبقیة خصائصها فهو مختص به سبحانه ، فهذا علم تفصیلی وکلی وشامل ، فی حین أنّ علم أولیاء الله علم إجمالی وجزئی .

وقد أراد بعض المفسرین الرد على هذا الإشکال عن طریق العلم الذاتی والعرضی فقالو : إنّ علم الله بهذه الاُمور ذاتی ، وأنّ أولیاء الله لا یملکون لأنفسهم شیئ ، فعلمهم إنّما هو بتعلیم الله (أی أنّ علمهم عرضی) .

لکن هذا الجواب لا یتناسب مع الکثیر من الروایات المنقولة من طرق الشیعة والسنة فی هذا المجال ، بل وحتى لا یتطابق مع ظاهر الآیة فی ثلاثة موارد : أحدها انحصار علم الساعة به سبحانه ، وکذلک ما تدری نفس ماذا تکسبُ غد ، وما تدری نفس بأی أرض تموت .


1.تفسیر درّ المنثور، ج 5 ، ص 169 .
2. تفسیر نور الثقلین، ج 4 ، ص 218 .
3. للمزید من الاطلاع یراجع تفسیر درّ المنثور، ج5، ص 169 وما بعدها; وتفسیر نور الثقلین، ج 4، ص 218 وما بعدها; وتفسیر البرهان ج3، ص 280 .
4. نهج البلاغة، الخطبة 128 .

 

ولو أنّ ما فی الأرض من شجرة أقلام و...:وکل شیء فی کتاب مبین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma