الله یرى ویعلم، فی الآیة الرابعة نُلاحظ تعبیراً جدیداً أیض ، حیث أمرت الناس بالالتفات إلى هاتین الصفتین الإلهیتین (السمیع والعلیم) ، قال تعالى : (وَقَاتِلُوا فِى سَبْیلِ اللهِ وَاعْلَمُوا اَنَّ اللهَ سَمِیْعٌ عَلِیمٌ) .
والتعبیر بعبارة (فِى سَبْیلِ اللهِ) تعبیرٌ لطیفٌ وغنیٌّ جدّ ، حیث وضَّح للجمیع بأنّ الهدف من الجهاد الإسلامی لیس کسب السلطة الدنیویة واحتلال الدول ـ کما اتّهمنا به الکثیر من مفکِّری الغرب ، بل فتح الطرق إلى الله ـ طرق الطهارة والتقوى والحق والعدالة .
وجملة (وَاعْلَمُوا اَنَّ اللهَ سَمِیْعٌ عَلِیمٌ) تُحذِّر جمیع المجاهدین المسلمین لکی یراقبوا أقوالهم ونیّاتهم ، ویتجنبوا کُل مایُشوِّه المعنى السامی والجمیل لکلمة: (فِى سَبْیلِ اللهِ) ، وکذلک فإنّها تزید من معنویاتهم عندما یثقون بأنّ الله معهم أینما کانو ، ویعلم حالهم .