( سمیع ) من مادة «سَمْع» على وزن «مَنْع» وفی الأصل بمعنى القوّة السامعة التی بواسطتها یسمع الإنسان الأصوات ( تأتی بمعنى المصدر ، وتأتی بمعنى الاسم المصدری أیضاً) ، وقد تُطلق هذه الکلمة على عضو السمع أی الأُذُن أحیان .
واتّسع هذا المفهوم فشمل استعمالات اُخرى ، فهو یُطلق أیضاً على الإدراکات الباطنیة الروحیّة ، واتّسع أکثر فاستُخدم للإشارة إلى إحاطة الله الوجودیّة بجمیع الأصوات .
وقد تستعمل هذه الکلمة بمعنى الفهم والإدراک أحیان ، کما ورد فی الآیة : (وَلاَ تَکُونُوا کَالَّذِینَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ یَسْمَعُونَ) (1) . (الانفال / 21)
«بصیر»: من «بصر» ( على وزن سَفَرْ ) وتعنی العین کما قال الراغب فی مفرداته ، وقد تأتی بمعنى حدّةُ النّظر أحیان ، لذا قد تستعمل بمعنى قوّة الإدراک والبصیرة الباطنیّة «البصر والبصیرة» أحیان ، کما ورد فی قوله تعالى: (فَکَشَفْنَا عَنْکَ غِطَاءَکَ فَبَصَرُکَ الْیَوْمَ حَدِیدٌ) .(ق / 22)
وقد ذکر «ابن منظور» فی «لسان العرب» أیضاً نفس هذه المعانی لکلمة «بصر» ، فی حین نجد أن «صحاح اللغة» فسّرها بمعنى حاسّة النظر ، وبمعنى العلم أیض ، وفسّرها «المصباح» بمعنى النور الذی یُمکن للعین رؤیة المبصرات عن طریقه.
لکنه یُستنتَجُ من مجموع کلمات أصحاب اللغة وموارد استعمال هذه الکلمة ، أنّها تعنی أولا عضو النظر ، ثم قوّة النظر ، وبعدها استُعمِلَتْ بمعنى الإدراک الباطنی والعلم ، وفی خصوص الباری تعالى تُستعمل بمعنى إحاطته الوجودیة بالمبصرات .