جمع الآیات وتفسیرها

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
60 ـ خَیْرالله خیر من کل شیء

إنَّ کلمة (خیر) وفق المشهور بین أرباب اللغة والنحویین هی من (أفعل التفضیل) ، وقد کانت بالأصل (أَخْیَرْ) ـ على وزن أفضل ـ فحُذفت همزتها وانتقلت الفتحة إلى الخاء فصارت (خَیرْ) .

وطبقاً لما قاله الراغب فی مفرداته فإنَّ کلمة (خَیرْ) تعنی الشیء المفضّل لدى الجمیع ، کالعقل ، والعدل ، والفضیلة ، والأشیاء المفیدة ، وضدّه (شرّ) ، ثم قسّم (خیر) إلى نوعین:

الخیر المطلق الذی یمیل إلیه الجمیع ، کالجنّة ، والخیر النسبی المفید بالنسبة لبعض الأفراد کالمال الذی قد یصیر منشأً لسعادة البعض ، وتعاسة البعض الآخر !

ولکن ذُکِرَ فی مقاییس اللغة بأنّ معناه الأصلی هو : (الرغبة إلى شیء معیّن) ، ثم أُطلق على «الأشیاء المحبّبة» ، وفی مقابله (شَر) ، وقد فسّره بعض أرباب اللغة أیضاً بمعنى الکَرَم والإنعام ، فی حین اقتنع البعض الآخر بأنّ الخیر هو النقطة المقابلة (المعاکسة) للشّر .

وأحیاناً استُعمِلَتْ هذه الکلمة بمعنى خاص (مثلاً بمعنى المال ، أو هو نهر فی الجنّة ینبع من عین الکوثر ، أو المنازل الخاصّة فی الجنّة) ، وکلمة (خَیار) أو (اختیار) المشتقّة من هذه الکلمة تعنی انتخاب الشیء الأفضل .

وعندما تُطلق هذه الکلمة على الذات الإلهیّة المقدّسة فَلها حالتان : فأحیاناً تکون مطلقة ومجرّدة عن أیّ قید أو شرط ، مثل قوله تعالى: (وَاللهُ خَیرٌ وَأَبقى). (طه / 73)

هذا ماقاله سَحَرَة فرعون بعد أن آمنوا بموسى (علیه السلام) .

ففی هذه الحالة تعنی الأفضلیّة من جمیع الجهات ، وفی الواقع، لیس هناک خیر مطلق فی عالم الوجود سوى الله سبحانه وتعالى ، فهو الأفضل والأحسن والأشرف وجوداً من جمیع النواحی، وأحیاناً اُخرى تُطلق هذه الکلمة على الذات الإلهیّة المقدّسة بعد أن تُضاف إلى شیء کالأسماء المقدّسة المذکورة فی الآیات العشر.

وفی جمیع هذه الموارد ذُکِرَ الله فی القیاس مع الآخرین ، وطبعاً أنّ هذا القیاس من قسم من الجهات فقط وإلاّ فالذات الإلهیّة المقدّسة لاتُقاس أبداً مع سائر الموجودات .

فوصفت الآیة الأولى الله سبحانه بـ (خَیرُ الرَّاحِمِینَ) ، لأنّ رحمته لا متناهیة وتشمل المحب والمبغض ، الصالح والطالح ، فرحمته العامّة شملت الجمیع ، ورحمته الخاصّة خصّ بها عباده المؤمنین ، وهو على أیّة حال لایرید منهم أی جزاء أو رد للجمیل.

وقد وُصِفَ الباری فی الآیة الثانیة بصفة (خَیرُ الحَاکِمِینَ) ، لأنّ ما یحکم به الآخرون مقرون بأنواع الأخطاء والانحرافات الناتجة عن المیول الشخصیّة والطائفیّة، أو الأهواء المادیة ، لکنّ حُکمه جلّ وعلا منزّهٌ عن أی خطأ وأی إفراط وتفریط ، وأی میل إلى الباطل ، لأنّ علمه غیر محدود وهو غنیٌّ عن العالمین .

وقد ذُکِرَ فی الآیة الثالثة باسم (خَیرُ الفَاصِلِینَ) ، لأنّ الناس لو أرادوا أن یمیّزوا الحق من الباطل فإمّا أن یقعوا فی الکثیر من الإشتباهات ولا یمیّزوا بینهما بصورة صحیحة، وإمّا أنْ یلتبس علیهم التمییز بین الحق والباطل بسبب جهلهم ، أو یخلطوا بینهما بسبب تحکیم أهوائهم النفسانیّة .

أمّا الذی یعلم السرّ وما تخفی الصدور ، وأحاط بکل شیء علماً فلا معنى عنده سبحانه لکل هذه الأمور ، فهو خیر الفاصلین .

علاوةً على هذا فقد یشخّص الإنسان الحق من الباطل بصورة جیّدة لکنّه عاجزٌ عن إعمال علمه ومعرفته ، ولکن الله تعالى هو القادر الأزلی الوحید الذی یستطیع إعمال علمه فی کُلّ حال .

والآیة الرابعة تحدّثت عن (خَیرُ الْفَاتِحِینَ) ، وکلمة (فاتح) مشتقّة من مادّة (فتح)، فإن کانت بمعنى الحکم والقضاء فإنَّ مفهومها یعنی «الله خیر الحاکمین» ، وقد ذکرنا سبب ذلک فیما مضى ، وإن کانت (فتح) بمعنى فتح کل شیء مغلق ، لکان سبحانه وتعالى أیضاً «خیر الفاتحین» ، لأنّه لایصعُب شیء مقابل قدرته ، وإن کان المقصود منها فتح أبواب الرحمة فهو ذو رحمة وسعت کل شیء فی الوجود ، فی حین لو کانت هنالک رحمة فی الموجودات الاُخرى فهی محدودة وجزئیّة .

وبالحقیقة أنّ لکلمة (فتح) معانی کثیرة جدّاً تعود جمیعها إلى أصل الفتح المطلق، فأحیاناً فتح أبواب العلم والرحمة، وأحیاناً حلّ عقدة النزاع بین شخصین ، أو فتح (حل) عقدة الحرب ، ویظهر أنّ تعبیر (خَیْرُ الْفَاتِحِینَ) ذو معنىً واسع جدّاً یشتمل على جمیع هذه المعانی والمفاهیم .

وقد وصفت الآیة الخامسة الباری تعالى بصفة (خَیْرُ الرَّازِقِینَ) ، فالأرزاق التی یعطیها البعض لغیرهم (إنّ أمکن أن نسمیّها بهذا الأسم) مشوبة بنقائص عدیدة : محدودة ، سریعة الزوال ، لایُؤمَّل مُستقبلها ، وأحیاناً تعقبها المنّة والأذى الجسمانی أو الروحانی ، وأحیاناً مصحوبة بالتحقیر أو توقُّع ردّ الجمیل .

فی حین أنّ الأرزاق الإلهیّة لا تعرف الحدود ، ولا یُخشى علیها من الزوال ، ولا فیها أدنى شیء من المنّة والأذى وانتظار ردّ الجمیل ، بل هی تشمل حال الإنسان أو غیره منذ لحظة انعقاده کنطفة تکوینة فی رحم امّه ، وحتّى آخر لحظات حیاته ، وتشمل حال المستحقین والمؤهلین لها فی یوم القیامة أیضاً، وبمستوىً أعلى وأسمى .

نقل أحد المفسّرین حکایة عن أحد خلفاء بغداد مع (بهلول) تعکس المباحث الواردة بصورة لطیفة.

یقول : قال خلیفة بغداد لبهلول : تعال أُعطِکَ رزقک کل یوم لأُریحک من التفکیر فی طلب الرزق ، فأجابه بهلول قائلاً : لولا بعض النقاط السلبیّة فی عملک لقَبِلْت! أولاً: إنّک لا تعرف ما احتاجه ، ثانیاً: إنّک لا تعرف وقت حاجتی ، ثالثاً: ولا تعلم مقدارها، رابعاً : قد تغضب علیَّ ذات یوم فتسترجعها منّی ، لکنَّ الله الذی یرزقنی منزّهٌ عن جمیع هذه النقائص والعیوب ویرزقنی حتى فی الیوم الذی أعصیه فیه ! (1).

وکم یکون رائعاً لو أضاف بهلول هذه الجملة أیضاً : من یضمن بقاءک فی السلطة إلى الغد حتى تقدر على رزقی أو رزق الآخرین ؟

نختتم هذا الکلام بحدیث مبارک منقول عن أمیر المؤمنین الإمام علی (علیه السلام) ، حیث قال فی بدایة خطبة الأشباح :

«الحمد لله الذی لا یَفِرُهُ المنع والجمود ولا یُکدیه الإعطاء والجود ، إذْ کلّ معط منتقصٌ سواه ، وکلّ مانع مذمومٌ ما خلاه ، وهو المنّان بفوائد النّعم ، وعوائد المزید والقِسَمْ ، عیالُهُ الخلائق، ضمِنَ أرزاقهم وقدّر أقواتهم ونهج سبیل الراغبین إلیه والطالبین ما لدیه ، ولیس بما سُئِلَ بأجود منه بما لم یُسألْ» (2) .

وفی الآیة السادسة وُصِقت ذاته المقدّسة بصفة «خیر الناصرین» ، لأنّ الناصر الحقیقی هو من یقدر على النصرة ضدّ کلّ عدوّ ، وفی أی مکان وزمان ، وفی أی ظرف ، هو الناصرُ الذی لا یُغلَبُ أبداً ، ولا تستطیع أیّةُ قدرة من الوقوف ضدَّه، إضافةً إلى ذلک فهو یحیط علماً بجمیع مؤامرات الأعداء ، ونقاط ضعف من یحتمی بهم ، وبغض النظر عن جمیع هذ ، فهو سبحانه لاینتظر ردّاً للجمیل الذی یصنعه (النصرة) .

ونحن نعلم أنّ هذه الصفات لم تجتمع إلاّ فی الذات الإلهیّة المقدّسة ، فی حین نلاحظ أنّ الناصرین الآخرین فاقدون لهذه الصفات .

علاوةً على جمیع ذلک فإن استطاع أحدٌ ما أن ینصُرَ آخر فنصرتُه محدودة بدار الدنیا فقط، أمّا الله سبحانه وتعالى فهو الناصر الوحید الذی یقدر على النصرة الدنیویة والاُخرویة.

أمّا الآیة السابعة فقد وُصِفَ فیها الباری بصفة (خَیْرُ الغَافِرِینَ)، یقول الفخر الرازی حول هذا الموضوع: «إنّ سبب وصفه تعالى بهذه الصفة هو لکون الآخرین إِنْ غفروا ذنباً إمّا لکسب مدح وثناء الناس ، أو للحصول على الثواب الإلهی الجزیل ، أو لدفع قساوة القلب ، وخلاصة الکلام إنّ عفو وغفران الناس لبعضهم إمّا لکسب منفعة ، أو لدفع ضرر ما ، فی حین أنّ الغفران الإلهی لیس کذلک أبداً ، بل هو نابعٌ من فضله وکرمه لا غیر»(3). وعلاوةً على هذا فإنّ حقوق الناس على بعضهم حقیرة جدّاً بالقیاس مع الحقوق الإلهیّة ، وعفوهم فی هذه الحقوق الحقیرة قلیلٌ جدّاً أیضاً، والوحید الذی یتجاوز عن عظیم الحقوق والخطای ، ورحمته ومغفرته غیر مشروطة بشیء هو الله سبحانه وتعالى ، لذا هو (خَیرُ الغَافِرِینَ) .

أضف إلى ذلک أنّه تعالى لایغفر ذنوب عباده فقط ، بل ویستر علیهم أیضاً لیحفظ کرامتهم فی الدنیا والآخرة ، ولا یُفتضحون أمامَ الخلائق ، بل وأحیاناً یُبدّل سیئاتهم حسنات شریطة أن لا یخرقوا جمیع الحجب، وأن یکون لدیهم استعداد قلیل لتقبّل کل هذا اللطف والإحسان .

إنَّ معرفة سبب نزول الآیة المذکورة، التی تحکی عن بنی إسرائیل وارتکابهم أحد أکبر الذنوب وهو طلبهم رؤیة الله بالعین الظاهریة کشرط مُسْبَق لإیمانهم به ، یُبیّن عمق مفهوم هذه الصفة الإلهیّة أی (خیر الغافرین) .

ووُصِفَ الباری فی الآیة الثامنة بصفة: (خَیْرُ الْمُنْزِلِینَ) .

فبعد أن أشارت الآیة إلى قصّة نوح والطوفان العظیم الذی أصاب قومه ، ذکرت دعاء نوح (علیه السلام) بعد أن هدأ الطوفان ورست سفینته : (ربِّ انزلنی مُنزلاً مبارکاً وأنت خیر المنزلین).

ویُمکن أن تکون کلمة «منزل» اسم مکان أی (مَنزِلاً) أو مصدر میمی بمعنى (النزول والهبوط) .

وعلى أیّة حال : فمن الواضح أنّ النزول من السفینة فی تلک الظروف العصیبة ، وبالنظر لعدم وجود بیت ولا مظلَّة ولا قوت ولا غذاء لایُمکن أن یتحقق سوى فی ظل لطف الله (خَیرُ الْمُنْزِلِینَ) ، ویُنجیهم من المخاطر التی کانت تهدّدهم بعد رسوِّ السفینة .

وکذلک تتسبب قدرة الله اللامحدودة وعلمه بحاجات ضیوفه فی أن یکون (خَیْرُ الْمُنْزِلِینَ).

وتحدثت الآیة التاسعة عن المکر الإلهی الفرید إزاء مؤامرات المنحرفین والظالمین ووصفته جلّ وعلا بصفة (خَیْرُ الْمَاکِرِینَ) .

فکلمة (ماکر) مشتقةٌ من مادّة «مکر» ، وکما قال الراغب: إنّها تعنی بالأصل صرف الغیر عن الوصول إلى المقصود عن طریق المکر والحیلة ، وهو على قسمین : ممدوح ، وهو ما کان الهدف منه الوصول إلى مقصود حَسن ، ومذموم : وهو ما کان هدفه قبیحاً .

ومن هنا یتّضح أنَّ ما یختلج فی أذهاننا حول اقتران کلمة (مکر) دائماً بنوع من الشرّ والفساد لیس صحیحاً ، کما هو الحال فی کلمة (حیلة) التی لها مفاهیم مشترکة عدیدة بالرغم من تداعی المفهوم السلبی منها إلى أذهان عامّة النّاس .

یقول القرطبی فی تفسیره : (المکر) معناه (التدبیر الخفی فی داء عمل معیّن).

ولکن یُسْتنتج من بعض کلام أرباب اللغة أنّهم یعتقدون باقتران کلمة المکر بنوع من المذمّة ، لذا فهم یقولون «إنّ هذه الکلمة ذات معنى مجازی عندما تستعمل بخصوص الباری تعالى» ، ولکن تعمیم مفهوم (المکر) کما یُلاحظ عند الکثیر من المفسّرین والمتکلمین ، یبدو أصحّ بنظرنا .

وعلى أیّة حال فإنّ السرّ فی وصفه تعالى بصفة (خَیرُ المَاکِرِینَ) إمّا لکون قدرته على المکر والحیلة أکبر ممن سواه، أو لأنّ (مکر) من سواه یُحتمل فیه الخیر والشرّ ، لکن المکر الإلهی ممدوح دائماً .

وقد ذکر الزبیدی فی شرح القاموس عدّة معان للمکر ، عندما یُنسَبُ إلى الله سبحانه وتعالى ، منْ جُملتها : إنزال البلاء على العدو لا على الصدیق والعقوبات الاستدراجیّة أی الإنعام مقابل الأعمال السیئة (لیحسب) الشخص المسیء أنّه یُحسن صنعاً ، ثمَّ یعاقبه بعدها، والثالث : مجازاة العباد على أعمالهم (4) .

وعلى أیّة حال فإنّ المکر الصحیح هو ما یصدر عن العالِم بعواقب الأمور وحقائق الأشیاء الماضیة والمستقبلیة ، إضافةً إلى قدرته المطلقة على القیام بتدبیره، ولکون هاتین الصفتین (العلم والقدرة اللامحدودتین) منحصرتین بذات الباری جلّ وعلا فهو «خیر الماکرین» .

والظریف هو أنّ وصف الباری بصفة (خَیرُ المَاکِرِینَ) قد ورد فقط فی موضعین من القرآن الکریم ، أحدهما فی قصّة الهجرة التی تُعدّ من أهم مراحل حیاة الرسول الأکرم محمّد(صلى الله علیه وآله) فی قوله تعالى : (وَإِذْ یَمْکُرُ بِکَ الَّذِینَ کَفَرُوا لِیُثبِتُوکَ أَو یَقتُلُوکَ أَو یُخرِجُوکَ وَیَمکُرُونَ وَیَمکُرُ اللهُ وَاللهُ خَیرُ المَاکِرِینَ). (الأنفال / 30)

وکما نعلم فإنّ مؤامرة قریش على قتل الرسول (صلى الله علیه وآله) زادت من عزیمته وقوّت من إرادته على الهجرة ، الهجرة التی صارت سبباً فی حدوث أکبر التحوّلات فی تاریخ الإسلام وانتشار الحکومة الإسلامیة فی أنحاء العالَمِ ، وهنا یتّضح غلبة المکر الإلهی .

والآخر فی المؤامرات المشترکة التی حاکها الیهود والنصارى فی محاربة الإسلام والرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) ـ الآیة 54 من سورة آل عمران ـ والتی کانت من أخطر المؤامرات ، لکن الله سبحانه قد أبطلها جمیعاً .

وأخیراً فقد وُصِفَ الباری تعالى فی الآیة العاشرة والأخیرة بصفة: (خَیرُ الْوَارِثِینَ).

وهذه الصفة وردت مرّة واحدة فقط فی القرآن الکریم عن قول زکریّ (علیه السلام)، فی حین یُلاحَظ تکرار وصف الباری بصفة «وارث» .

والسّر من وراء وصف الباری بهذه الصفة واضح تماماً لأنّه الوحید الذی یبقى ویدوم ویرث العالمین ، وأمّا سواه من الوارثین فسیکونون موروثین یوم ما.

علاوة على هذا فإنّ ما یرثه الورثة العادیّون محدود وهم بحاجة إلیه ، إضافةً إلى بخلهم فی صرفه غالباً ، لذا یُلاحَظُ حصول الکثیر من المشاکل والنزاعات بین الأقرباء من أجل أموال ورثوها ، أمّا الله تعالى وهو الوارث النهائی للجمیع فهو غیر محتاج ، ولا یوجد حدّ لصفته هذه ، ولا طریق للبخل إلى وجوده فهو (خَیرُ الوَارِثِینَ).

وکما قال «الآلوسی» فی «روح المعانی» : «إنَّ هذه الصفة تُشیر إلى بقاء الذات الإلهیّة المقدّسة ، وفناء جمیع الأشیاء» (5) .

وتعتبر طبعاً من صفات الذات إذا کانت تشیر فقط إلى مسألة البقاء (أی أبدیة وجوده المقدّس) ، ومن صفات الفعل إذا کانت تشیر إلى مفهوم تملُّک مایبقى من الآخرین (فتأمل) .


1. تفسیر روح البیان، ج 9 ، ص528 .
2. نهج البلاغة، الخطبة 91 .
3. تفسیر الکبیر، ج 15 ، ص 20 .
4. تاج العروس فی شرح القاموس، مادّة (مکر) .
5. تفسیر روح المعانی، ج 17 ، ص 180 . 

 

60 ـ خَیْرالله خیر من کل شیء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma