« الإرادة »: من مادّة (رَوْد) (على وزن مَوْج) ، وهی فی الأصل بمعنى التردُّد المصحوب بالهدوء لتحصیل شیء ، وتُطلق على الذی یبحث عن مرتع لرعی المواشی .
وکلمة «الإرادة» المأخوذة من هذا الأصل هی بالواقع مرکّبة من ثلاثة عناصر : «إرادة الشیء عن رغبة» و«مع الأصل فی الوصول إلیه» و«الأمر بفعله من قبله أو الآخرین»(1) .
یعتقد الکثیر من الغویین والمتکلمین أنّ «المشیئة» تعنی «الإرادة» ، لذا فقد قال الراغب فی المفردات : یعتقد أکثر المتکلمین أنّ المشیئة تعنی « الإرادة » تمام ، واعتقد البعض منهم أنّ المشیئة تعنی إیجاد الشیء والوصول إلیه ، ولو أنّها حلّت محل الإرادة فی الاستعمالات المتعارفة ، وعلى هذا تکون المشیئة بالنسبة إلى الله سبحانه وتعالى بمعنى الإیجاد ، وبالنسبة إلى الناس بمعنى الوصول إلى شیء معین ( 2) .
لکنه ورد فی بعض کتب اللغة أنّ « المشیئة » غیر « الإرادة » ، فالمشیئة هی المَیْل الذی یحصل للإنسان بعد التصوُّر والتصدیق ، ثم یصل بعدها العزم والتصمیم ، ثم تتحقق الإرادة ( وعلیه فإنّ المشیئة ) تُطلَقُ على المراحل الأولى ، و«الإرادة » على المرحلة الأخیرة وتتصل بالفعل (3) .
وقد ورد فی الروایات الإسلامیّة أیضاً أنّ « المشیئة » مرحلة قبل «الإرادة» ، وسیأتی شرح ذلک فی قسم التوضیحات إن شاء الله .