3ـ ملاحظتان مهمتان

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
2ـ الأدلّة العقلیّة على مسألة العدل الإلهی4ـ الرجوع إلى أدلّة العدل الإلهی

1 ـ تنقسم الأفعال الإنسانیة إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: هی التی یسهل إِدراک حسنها وقبحها للجمیع، أو التی تُعَدُّ اصطلاحاً من (المستقلاّت العقلیّة)، ولا تتغیر أیضاً بتغیُّر الظروف (کحسن الإحسان وقبح الظلم.).

والقسم الثانی: هی التی یسهل على الجمیع إدراک حسنها وقُبحها، لکنها تتأثر بالظروف المختلفة، کقولنا بحسن الصدق وقبح الکذب، فی حین أنّنا نعلم بأنّ الکذب المصلحی لیس قبیحاً فی بعض الأحیان، لا سیما إذا کان للمحافظة على أهداف أهم وأسمى (کإصلاح ذات البین)، وبعکسه الصدق الذی یؤدّی إلى الفساد وسفک الدماء والاختلاف، فهو قبیح ومذموم.

أمّا القسم الثالث: فهی الأفعال التی لیس لحسنها وقُبحها صیغة ضروریّة، بل نظریّة، فالبعض یقولون بحسنها وغیرهم یقولون بقبحها، أو یسکتون بتاتاً عن تشخیص حسنها وقُبحها، فلا سبیل فی مثل هذه الموارد سوى اللجوء إلى أحضان الوحی.

ومن خلال ملاحظة الأقسام الثلاثة، تتضح أجوبة الکثیر من الإشتباهات حول مسألة الحسن والقبح، التی وقع فیها البعض.

2 ـ یعتقد البعض بأنّ إتفاق العقلاء فی تعریف الحسن والقبح وتشخیص موارده ومصادیقه هو شرطٌ. وقالوا: الحسن هو ما اتفق العقلاء على مدح فاعله، والقبح هو ما اتفق العقلاء على ذمّ فاعله، فی حین أنّ هذا التعریف خطأ، فإنّ اتفاق العقلاء یکون فی أمر یتعلّق بالقوانین الوضعیة المصطلح علیها بالتشریعیة، کما لو اتفق جمیع العقلاء على قبول أصل المالکیّة (بالرغم من اختلافهم فی حدّها وحدودها ومصادیقها)، أمّا الأمور التی تخلو من الأبعاد التشریعیّة ولها أبعادٌ عینیة وتکوینیة، فإنّ المعیار فیها هو إدراک أی إنسان.

فهل ینتظر أحدٌ اتفاق العقلاء فی تشخیص جمال زهرة معینة، أو قصیدة طویلة رائعة!؟

وکذا فی مسألة إدراک جمال وقبح الإحسان والظلم، فلا توجد أی حاجة إلى انتظار اتفاق العقلاء وحکمهم العام، هذا هو ما ندرکه بصراحة الوجدان.، کسائر إدراکاتنا بخصوص القبائح والمحاسن.

طبعاً إنّ من الممکن أن تَتفِقَ عقیدة الأفراد فی تشخیص الحسن والقبح فی بعض الموارد، وتختلف فی موارد اُخرى، لکن هذا لا ینحصر بمسألة (الحسن والقبح) فقط، بل یُلاحظ فی جمیع الأمور التی یحکم بها العقل أیضاً.

ومن الممکن أن یتفق جمیع العقلاء على قبول استدلال عقلّیء معین، ویختلفوا فی آخر، فمن قَبِلَ ذلک الاستدلال وتیقن من صحته لا ینتظر موافقة الآخرین أبداً، وإن قال أحدٌ خلاف ذلک لخطّأه، لا أنْ یتراجع عن عقیدته.

وخلاصة الکلام هو أنّ الحسن والقبح عقلیان لا عقلائیان، والفرق شاسعٌ بین هذین الأمریْن، فدائرة أحدهما تشمل الحقائق الخارجیّة، والاُخرى تشمل العقود القانونیة.

وَنختتم هذا الکلام بجملة قصیرة حول أصل مسألة الحسن والقبح وهی: إنّ منکری هذه المسألة شأنهم شأن منکری الکثیر من المسائل العقلیّة الاُخرى ـ فهم عادةً یُنکرونها باللسان أو عندما یتعرضون لضغط المسائل الاُخرى التی لا یجدون لها حلاًّ ـ فیتکلّمون بمثل هذا الکلام، وإلاّ فهم من مؤیدى هذه العقیدة بعملهم، فلو وجّه إلیهم أحدٌ صفعة قویة، أو أهان کرامتهم فی المجتمع دون مبرر، أو قتل أبناءهم أمام أعینهم، لما تردّدوا حتى لحظة واحدة فی توبیخه وذمّه ولجوّزوا لأنفسهم معاقبته!؟ سواءً کان هنالک قانون أو شریعة نازلة من قبل الله أمْ لم تکن.

 

2ـ الأدلّة العقلیّة على مسألة العدل الإلهی4ـ الرجوع إلى أدلّة العدل الإلهی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma