إنَّ صفة (السلام) هی اسمٌ آخر من أسماء الله الحسنى التی لها معنیان، فعلى أساس تعتبر من صفات الذات، وعلى أساس آخر تُعدُ من صفات الفعل، فإذا کانت صفة (السلام) بمعنى ـ السلامة من أی لون من العیوب والنقائص والآفات ـ فهی من صفات الذات (الصفات السلبیّة) وهی تناظر صفة (القدّوس) تقریباً ، أمّا لو کانت بمعنى ـ سلامة الناس من ناحیته تعالى ، وترکه لأی لون من ظلم العباد ورعایته للعدل والإنصاف معهم ـ لصارت من صفات الفعل .
أجل ، إنّه سلامٌ لدرجة بحیث لایستوحش أو یهاب سالکو طریق قربه من صدور ظلم أو إجحاف من ناحیته سبحانه ، علاوةً على ذلک ، فهو المؤمن الذی یمنح أحبائه السکینة والأمان، وقد وردت هذه الصفة فی موضع واحد فقط من القرآن الکریم وهو قوله تعالى: (هُوَ اللهُ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ المَلِکُ القُدُّوسُ السَّلاَمُ المُؤمِنُ). (الحشر / 23)