5 ـ أسئلة مهمة حول علم الله

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
4 ـ لا حصر ولانهایة لعلم الله6 ـ علم الله فی الروایات الإسلامیّة

هنالک أسئلة على شکل مناضرات بین الفلاسفة والمتکلمین حول علم الله منذ قدیم العصور ، وقد اتسعت فیما بعد ، وذلک لکون مسألة العلم بصورة عامّة ومسألة علم الله بصورة خاصّة ، معقّدة ، وأهم هذه الاسئلة ما یلی :

1 ـ کیف یمکن أن یحیط الله علماً بذاته المقدّسة ، فی حین أنّ العالم والمعلوم یجب أن یکونا شیئین ؟ فهل یوجد تفاوت بین علم الله وذاته المقدّسة ؟ وبعبارة اُخرى هل یمکن أن یکون الله عالماً ومعلوماً فی نفس الوقت؟

الجواب :أول : إنّ هذا السؤال لا ینحصر بعلم الله بذاته المقدّسة ، فهو یجری حتى على علمنا بوجودن ، فنحن نعلم یقیناً بوجودنا وندرک بأننا موجودون ، فهل یجب أن یکون العالم والمعلوم هنا شیئین أیضاً؟ فی حین أننا لسنا بأکثر من شیء واحد ، خصوصاً وإن علمنا بأنفسنا من النوع الحضوری أیض .

ثانی : نورد هنا ما أجاب به العلاّمة المرحوم (الخواجة نصیر الدین الطوسی) على نفس هذا السؤال ، قال : إنّه یکفی التغایر الاعتباری أی أنّ موجوداً واحداً من حیث کونه مبدعاً عاقلاً یستطیع أن یُدرک حضوره بذاته ، فهو عالم ، ومن حیث کونه حاضراً عند ذاته ، یکون معلوم ، وبتعبیر آخر ننظر إلى هذا الوجود الواحد من زاویتین : من زاویة إدراکه لذاته فنسمیه عالم ، ومن زاویة أنّه مُدْرَک فنسمیه معلوماً (فتأمل).

2 ـ کیف یحیط الله عِلْماً بموجودات العالم وهی فی حالة تغیُّر دائم ، فهل أنّ ذاته المقدّسة تتغیر أیضاً!؟

الجواب :یصح هذا الإشکال فیما إذا کان علم الله بالأشیاء الخارجیة کعلمنا حاصل عن طریق (إنعکاس صور الأشیاء) ، لأنّ تغیُّر هذه الموجودات یؤدّی إلى تغیُّر هذه المفاهیم والصور لکن بما أن علم الله علمٌ حضوریٌّ ، وجمیع الأشیاء ماثلة بین یدیه ، فإنّ هذا الإشکال لا معنى له . لأنّ التغیُّر یحصل فی موجودات هذا الکون فقط ، لا فی ذاته المقدَّسة فوجودها ثابت ومحیط بها جمیعاً والمتغیِّر هو الموجودات المحاطة ، کما هو الحال فیما لو تحرک شخص مُعّین أمامنا فإنّ صورته سوف تقع على شبکیة العین ، وستتغیر هذه الصورة بتغیر حاله ، فتتغیر المفاهیم الذهنیة الموجودة عنه فی أذهاننا تبعاً للتغییرات ، وکل هذا لسبب کون علمنا هنا انعکاساً للأشیاء الخارجیة فین ، فلو کان علمنا بالأشیاء الخارجیة علماً ناجماً من الاحاطة بجمیعه ، لما حصل أی نوع من التغیر ، بل لکان التغیر فیها فقط (فتأمل) .

3 ـ کیف یحصل علم الله بالجزئیات ، مع أنّ الجزئیات متعددة ومتکثرة ، وذاته المقدّسة واحدة لا تعرف التعدد؟

الجواب : إنّ هذا الخطأ أیضاً نجم عن مقایسة علم الله بعلمنا الذی نحصل علیه عن طریق انتقال المفاهیم والصور الذهنیة ، فی حین أنّ علمه بالموجودات لیس علماً حصولی ، بل حضوریٌّ ، أی أنّ جمیع الموجودات ماثلة بذاتها بین یدیه عزّ وجلّ ، وهو یحیط بها جمیعاً دون الحاجة إلى مفاهیم أو صور ذهنیة معینة (1).

4 ـ کیف یمکن تصور علم الله بالحوادث المستقبلیة التی لیس لها وجود خارجی فی الوقت الحاضر حتى تقع فی دائرة علم الله؟ فهل توجد لدى الله مفاهیم وصور ذهنیة عنها ؟ مع تقدّسه سبحانه عن أن یکون له ذهن ، أو أن یکون علمه حصولیاً ؟ إذن ما علینا إلاّ أن نستسلم ونقول : بأنّه سبحانه لا یعلم بالحوادث المستقبلیة ! لأنّ العلم الحضوری منتف بالنسبة إلى المعدوم ، وبذلک یصبح العلم الحصولی لله تعالى أمر لا یمکن تصوره أیض .

على الرغم من أنّ هذا السؤال والإشکال قد طرح حول العلم بالحوادث المستقبلیة ، إلاّ أنّه یرد بنفسه حول الحوادث الماضیة المعدومة أیض ، لأنّ الحوادث الماضیة لا وجود لها الآن ، فصورة (فرعون) أو بنی إسرائیل وأصحاب (موسى) مثلاً لا وجود لها حالیاً وقد تلاشت ، کما أنّ تأریخها قد فات أیض ، فنحن نستطیع الوقوف على الماضی بمجرّد أن نستحضر فی أذهاننا صوره فحسب ، لأنّ علمنا علم حصولی یتحقق بواسطة المفاهیم والصور الذهنیة فقط ، وبما أنّ علم الله علمٌ حضوری فهو لایعرف أی لون من الوساطة والمفاهیم ، فکیف یمکن تصوُّر علمه بالحوادث الماضیة ؟

الجواب : یمکن الإجابة عن هذا السؤال والإشکال بثلاث طرق :

1 ـ إنّ الله محیط دائماً بذاته المقدّسة التی هی علّة جمیع الکائنات ، وهذا العلم الإجمالی بجمیع حوادث وموجودات الوجود أزلی وأبدی (أی قبل الإیجاد وبعده) .

وبتعبیر آخر لو علمنا علل الأشیاء ، لاستطعنا أن نعلم نتائجها ومعلولاتها أیض ، لأنّ کُل علّة تستبطن جمیع کمالات معلولها وأکثر .

ویمکن شرح هذا الکلام بشکل أوضح کما یلی : إنّ الحوادث الماضیة لم تنمح تمام ، فإنّ آثارها موجودة فی طیّات الحوادث الآنیة ، وکذلک بالنسبة إلى الحوادث المستقبلیة فهی غیر منفصلة عن الحوادث الآنیة ، ولها علاقة معه ، وعلیه فـ«الماضی» و«الحاضر» و«المستقبل» یشکلون معاً سلسلة شبیهة بالعلة والمعلول ، بحیث لو اطّلعنا على کل واحدة منها بدقّة ، لشاهدنا فیها الحلقات القبلیة والبعدیة لهذه السلسلة .

فمثلاً لو أحَطْتُ علماً وبدقّة بمناخ جمیع الکرة الأرضیة ، وبکل ممیزاته ، وجزئیاته ، وعلله ، ومعلولاته ، وحرکة الکرة الأرضیة ، ومسألة الفعل ورد الفعل ، لاستطعتُ أن اُحیط علماً بوضعیة المناخ قبل أو بعد ملایین السنین بصورة دقیقة . لأنّ شواهد الماضی والمستقبل موجودة فعل ، لا الشواهد الإجمالیة بل تفصیلات الشواهد المنعکسة فی جزئیات الحاضر .

فالحاضر یعکس الماضی ، والمستقبل یعکس الحاضر ، والاحاطة العلمیة الکاملة بجزئیات الحاضر ، معناها الإحاطة الکاملة بحوادث الماضی والمستقبل .

لذا فعندنا تکون حوادث الحاضر ماثلة بین یدی الله تعالى بجمیع خصوصیاته ، فإنّها بمعنى مثول الماضی والمستقبل أیضاً بین یدیه عزّ وجل .

فالحاضر مرآة للماضی والمستقبل ، ویمکن مشاهدة جمیع الحوادث الماضیة والمستقبلیة فی مرآة الحاضر (فتأمل) .

2 ـ ویوجد طریق آخر للإجابة على هذا السؤال نوضحه بالمثال التالی : تصوروا أنّ شخصاً محبوساً فی غرفة صغیرة لا یوجد فیها سوى نافذة صغیرة على الخارج ، فعندما تمر قافلة من الإبل من أمام هذه النافذة ، فإنّ هذا السجین سوف یشاهد رأس البعیر أول ، ثم رقبته ، ثم سنامه ، ثم أرجله ، ثم ذنبه ، وهکذا الحال بالنسبة لسائر الابل الاُخرى ، فصغر النافذة هذه هو السبب فی إیجاد حالات من الماضی والحاضر والمستقبل لدى الناظر السجین ، لکن المسألة تختلف تماماً بالنسبة للواقف على سطح الغرفة وینظر إلى الصحراء نظرة شاملة ، فهو یُشاهد جمیع إبل القافلة فی وقت واحد .

ومن هنا یتضح أن إیجاد مفاهیم الماضی والحال والمستقبل ناجمة عن محدودیة نظرة الإنسان ، فما هو ماض بالنسبة لنا کان مستقبلاً لأقوام قد سبقونا، وما هو مستقبل بالنسبة لنا الآن فهو ماض بالنسبة لأقوام ستأتی فیما بعد .

أمّا الذات الموجودة فی کل مکان والتی أحاطت بالأزل والأبد ، فإنّ الماضی والحاضر والمستقبل بالنسبه لها لا معنى له ، فجمیع حوادث الدهر ماثلة بین یدیها (ولکن کل واحدة فی موقعها الخاص) ، وهی محیطة علماً بجمیع الحوادث وموجودات العالم ، سواءً بالماضی ، وبالحاضر ، وبالمستقبل بصورة متساویة .

ونحن نُقرّ طبعاً بأنّ تصّور هذه المسألة بالنسبة لنا نحن المحبوسین فی سجن الزمان والمکان ، أمر صعب ومعقّد ، ولکنه فی نفس الوقت قابل للتدقیق والمطالعة .

3 ـ الطریق الآخر الذی استند إلیه الکثیر من الفلاسفة ، هو أنّ الله تعالى عالم بذاته المقدّسة ، وبما أنّ ذاته علّة جمیع المخلوقات ، فإنّ العلم بالعلّة سیکون سبباً للعلم بالمعلول ، وبتعبیر آخر فإنّ الله تعالى جامع لجمیع الکمالات الموجودة فی جمیع المخلوقات بأتم صورة ، وما هو غیر موجود فی ذاته المقدّسة هو نقائص المخلوقات فقط .

اذن ، فعلمه تعالى بذاته هو بالحقیقة علمه بجمیع المخلوقات . (وهناک فرق دقیق بین هذا الطریق والطریق الأول یتّضح من خلال التأمل) .


1. الفرق الموجود بین هذه الإشکالات الثلاثة هو أنّ الأول یتعلق بتعدد العالم والمعلوم، والثانی بتغیّر الموجودات ، والثالث بتکثره .

 

4 ـ لا حصر ولانهایة لعلم الله6 ـ علم الله فی الروایات الإسلامیّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma