أمّا الآیة الثالثة ، فعلاوة على طرحها مسألة اختصاص تلک السموات والأرض بالباری تعالى ، ذکرت استمرار ظاهرتی حیاة وموت الموجودات کواحدة من أدلة قدرته سبحانه:
(لَهُ مُلْکُ السَّمـَاوَاتِ وَالاَْرْضِ یُحْیِى وَیُمیْتُ وَهُوَ عَلَى کُلِّ شَىء قَدیـرٌ). ( الحدید / 2 )
إنّ مسألة إیجاد الحیاة والموت معقّدة وعجیبة إلى درجة أنّ القدرة علیها تعتبر دلیلاعلى اطلاق وعمومیّة القدرة الإلهیّة .
أجَل ، هذه هی المسألة التی حارت فیها عقول العلماء ، وحاروا فی معرفة القوانین المتحکمة بها لعلهم یتمکّنون من خلق خلیة حیّة من الجمادات وبالإستعانة بوسائل معینة ، فى الوقت الذی نجد أنّهم توصّلوا إلى أسرار معقدة جدّاً من قبیل ( غزو الفضاء والصناعات العظیمة وصناعة العقول الألکترونیة الدقیقة ) .
أجَل ، فمن حولنا یوجد مئات الألوف بل الملایین من أنواع الکائنات الحیّة التی یَحارُ البشر آلاف السنین فی فهم أسرار ترکیب إحداها!
ألا تدل هذه الخلائق العجیبة على أنّ قدرة الباری مطلقة وغیر محدوده؟!