القرآن والمصائب الذاتیة الصنع

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
2 ـ المشاکل هی من صنع الإنسان!3 ـ مصائب العقوبات الإلهیّة

1 ـ یُلاحَظُ وجود آیات قرآنیة کثیرة توضح بصراحة علاقة قسم عظیم من المصائب بأعمال الإنسان السیئة، إلى الحدّ الذی یُلاحظ فیه أنّ تعبیر بعض الآیات جاء بصیغة عمومیّة تشمل جمیع المصائب: قال تعالى: (مَّا أَصَابَکَ مِن حَسَنَة فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَکَ مِن سَیِئَة فَمِن نَّفسِکَ). (النساء/ 79)

والظریف هو أنّ المخاطب فی هذه الآیة هو شخص الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله)، لتأکید وبیان أهمیّة الموضوع، فعندما یکون الرسول(صلى الله علیه وآله) مُخاطباً بهکذا أسلوب یتضّح أنّ التکلیف واقعٌ على الأخرین حتماً، وإلاّ فمن المعلوم أن الرسول الأکرم محمّد(صلى الله علیه وآله) لا یفعل فعلا یُوْدی إلى ابتلائه بمصیبة من نفسه.

ونَسْب (الحسنات) إلى الله إنّما هو لأنّ الله قد وضع جمیع إمکاناتها تحت تصرُّف الإنسان، ونَسْب (السیئات) إلى الإنسان إنّما هو لأنّها تحرف هذه الإمکانات عن الأهداف التی خلقها الله لأجلها، وإلاّ فمن حیث کونه مسبّب الأسباب یُمکن نَسْبُها إلیه جمیعاً.

ولعل هذا هو السبب فی نَسْب بعض الآیات القرآنیة جمیع الأعمال إلى الله، لذا فإنّ التفاوت الموجود انّما هو بسبب تفاوت جهات البحث وزوایا النظر، (تأمل جیداً).

ولا یُمکن إنکار کون الکثیر من الحوادث الألیمة الموجودة فی حیاة الإنسان من صنع نفس الإنسان، فمثلا إنَّ سبب الکثیر من الأمراض هو عدم الاهتمام بأصول الصحّة وقواعدها، أو الإفراط فی تناول الغذاء إلى حد التخمة، أو عدم التدقیق فی النظافة، أو الإنزواء وعدم التحُّرک، أو عدم الإحتراز من المناطق الملوثة أو الأفراد الملوثین. ولو راعى الإنسان الأسُس والقوانین التی وضعها الله فی عالم الخلق والتکوین لما أُصیب بها.

ولکن مع هذا لایُمکن انکار کون قسم من الأمراض التی تُصیب الناس ذات عوامل خارجة عن قدرتهم، کالتغیُّر المفاجیء فی حالات الطقس التی تحصل خلافاً لمقتضى طبیعة الفصل، فیُصابُ البعض بمختلف الأمراض.

ویُمکن ملاحظة نفس هذا التقسیم بخصوص بقیّة المصائب والحوادث الاُخرى، لذا فإنّنا نقول: بالرغم من کون صیغة الآیة الآنفة الذکر عامّة لکن مقصودها الأصلی أغلب الموارد.

ولأنّ (الفخر الرازی) لم یستطع حل هذه المعضلة، فقد فسّر (السیئة) الواردة فی الآیة بمعنى (المعصیة) فی الوقت الذی نجد بأنه معنىً غیر متزّن جدّاً، لأنّ مفهوم الآیة سیصیر کالتالی (ما أصابک من معصیة فمن نفسک)، وهذا الشیء من قبیل توضیح الواضحات، وعلیه فإنّ تعبیر (سیئة) له مفهوم عام.

2 ـ وفی موضع آخر اعتبر الفساد الذی یظهر فی البر والبحر کنتیجة لأعمال الناس، حیث قال: (ظَهَرَ الفَسَادُ فِى البَرِّ وَالبَحرِ بِمَا کَسَبَتْ أَیدِى النَّاسِ). (الروم/ 41)

ونظراً لکون الفساد المذکور فی الآیة معرّف بألف لام التعریف ویفید العموم، فإنّه یدل على کون الفساد الذی یظهر فی البر والبحر من صُنع الإنسان، وتشیر إلى المفاسد الاجتماعیة.

ویُضیف قائلا فی تکملة الآیة: (لِیُذِیقَهُم بَعضَ الَّذِى عَمِلُوا لَعَلَّهُم یَرجِعُونَ).

اعتقد بعض المفسرین بأنّ هذه الآیة تُشیر إلى العقوبات والمجازاة الإلهیّة التی تصیب الناس بسبب (أعمالهم السیئة)، ولکن یبدو أن صدر الآیة یُشیر إلى وجود نوع من الرابطة التکوینیّة فیما بین (الفساد) و(الذنب)، وذیل الآیة یُصدّق هذا المعنى أیضاً، لأنّه لم تُذکر کلمة (عقوبة) فیها، بل: (لِیُذِیقَهُم بَعضَ الَّذِى عَمِلُوا) لا (جزاء الذی عملوا)، ویُمکن أن یکون سبب استعمال کلمة «بعض» هو إبطال الله مفعول بعض هذه النتائج الطبیعیّة بلطفه ورحمته.

وعلى أیّة حال فإنّ الآیة أعلاه تدلّ على أنّ المفاسد الاجتماعیة: کانعدام الأمن، الحروب، تسلُّط الظالمین، ابتلاء المظلومین، وأمثال ذلک ولیدة عمل الإنسان نفسه، ویجب أن لا تُحتَسب أبداً على الخالق ویُشکّک بالعدل الإلهی بسببها. (تأمل جیّداً).

3 ـ یُفهم من آیات أُخرى أن سبب تغیّر النعم الإلهیّة هو تغیُّر أحوال الناس، حیث قال تعالى: (إِنَّ اللهَ لاَیُغَیِّرُ مَا بِقَوم حَتَّى یُغَیِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم). (الرعد/ 11)

وقد بین نفس هذا المطلب فی موضع آخر مستعملا کلمة (النعمة) بصریح العبارة، حیث قال تعالى: (ذَلِکَ بِأَنَّ اللهَ لَم یکُ مُغیِّراً نِّعمَةً أَنعَمَهَا عَلَى قَوم حَتَّى یُغَیِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم). (الأنفال / 53)

وبتعبیر آخر أوضح: إنّ الفیض والرحمة الإلهیّة عامّة وواسعة، لکنها تُقسَّمُ بین الناس وفق الإستعدادت والاستحقاقات، فإن استفادوا من النعم بصورة صحیحة کانت دائمیة أبدیّة، وإن صارت وسیلةً للطغیان والظلم والجور والغرور والکفر، فلا ریب فی أنّها تکون بلاءً، وهذا تأکیدٌ على أنَّ الکثیر من المصائب التی تصیب الإنسان هی مِمّا کسبت یداه.

4 ـ وفی مورد آخر، وضمن الإشارة إلى ضیق صدور الناس، أشارت الآیة التالیة إشارةً لطیفة إلى العلاقة بین (المصائب) و(أعمال الناس).

قال تعالى: (وَإِذَا أَذقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَیِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَیدِیهِمْ إِذَا هُم یَقنَطُونَ). (الروم / 36)

إنّ أکثر المفسّرین اعتقدوا بأنّ مثل هذه الآیات تُشیر إلى العذاب الإلهیّ، ولکن یبدو من ظاهر الآیات أنّ المصائب ناتجة عن أعمال الإنسان نفسه، وبتعبیر آخر ذُکرت الأعمال بعنوان (سبب)، والمصائب بعنوان (مُسبّب).

وإن حصلت هنا عقوبة معینة فهی کأثر طبیعی للعمل، وانعکاس عن أفعال وتصرُّفات الناس، ولا یوجد دلیل واضح على تأویل کلمة العقوبة والعذاب فی جمیع هذه الموارد، کما ورد ذلک فی کلام أغلب المفسّرین.

 

2 ـ المشاکل هی من صنع الإنسان!3 ـ مصائب العقوبات الإلهیّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma