إنّ کلمة (فاطر) مشتقة من مادّة (فَطْر) (على وزن سَتْر) ، وتعنی الإنفطار أو (الإنفطار الطولی ) ، کما ورد فی الآیة: (إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ) . (الانفطار / 1)
وقد وردت هذه الکلمة أیضاً بمعنى حَلْب الشاة ، وإفطار الصوم ، وابتداع وإیجاد شیء لأول مرّة وقد یُراد بها انفطارُ حجابِ ظلماتِ العدم ودخول الموجودِ إلى عالمِ الوجود .
وجاءت کلمةُ (الباری) من مادّة (بُرء) على وزن (قُفل) وهی فی الأصل بمعنى الشفاء من مرض أو التخلُّص من الأمور غیر المرضیة ، وأُطلقت فیما بعد على الخالق الذی یوجِد الأشیاء دون نقیصة أو خلل وبصورة موزونة تمام .
ویعتبرها البعض بأنّها مشتقّة من مادّة (بَرْی) أی بری الخشب ، ومن الواضح أنّ المقصود من بری الخشب هو صقله وتعدیله وموازنة أضلاعه، وهذا مایصدق تماماً بالنسبة إلى الخالق الحکیم لأنّه یخلق کُلّ شیء بصورة موزونة .
وصرح البعض الآخر أیضاً بأنّ (الباری) معناها مَن یُوجِد الأشیاء دون أن یکون لها نمودجٌ سابقٌ .
و(الفالق) من مادّة (فلْق) على وزن (خلق) ومعناه : فلقُ الشی وفصلُ جزء عن آخر ، ویستعمل هذا التعبیر فی فلق النباتات (إنباتها) إذ ینفلق ُ قشرُ بذورها ونواها بأمر الباری تعالى على الرغم من استحکامها وسُمکه ، وتخرجُ براعم لطیفة وظریفة جدّاً من ذلک الخفاء!
وبالحقیقة أنّ انفلاق بذور النباتات أثناء تفتحها یُعدُّ من أدق وأجمل لحظات وجود النبات وتشبه بالضبط لحظة خروج الإنسان من بطن أُمّه ، وهذه اللحظة الحساسة تُعد من عجائب قدرة الله ، إنّها لحظة التحوُّل والتغیُّر الشکلی والانتقال من عالم إلى عالم آخر . ماهذه القوة التی تمنح هذا البرعم الظریف جدّاً القوة على اختراق جدار النواة المحکم لیبرز منتصباً من ذلک المهد ، ویخرج من ظلمات رحم أمّه إلى عالم الظهور ؟ !
وکلمة (بدیع) من مادة (بدع) على وزن (منع)، وکما أشرنا سابقاً فهی بالأصل بمعنى إیجاد الشیء دون وجود نموذج سابق ، لذا یُطلق على البئر المحفور حدیثاً (بدیع) ، وعلى الأعمال والسُّنن التی لا سابقة لها (بدعة) .
وعندما تُستعمل هذه الکلمة بالنسبة إلى الباری فإنّها تعنی إیجاد الشی دون الحاجة إلى الآلات والمکان والزمان ، وهی تصدق فقط بحقه سبحانه .
وکلمة (بدیع) صفة مشبّهة تدلّ على ثبوت واستمرار هذه الصفة لتلک الذات المقدّسة(1) .
وجاءت کلمة (مصوّر) من مادّة (صورة) ، بمعنى رسم وشکل الشیء ، وجمعها (صُوَر) وهی على نوعین: (الصورة المحسوسة) کصورة الإنسان والحیوانات والموجودات المادیّة الاُخرى ، و(الصورة المعقولة) وهی التصورات العقلیّة والفکریّة والمفاهیم الخاصّة بکل شیء .
وتستعمل کلمة (المصوّر) بخصوص الباری سبحانه وتعالى عندما یُراد الإشارة إلى الصور التی وهبها للموجودات المختلفة .
إلاّ أنّ بعض أرباب اللغة یعتقد بأنّ هذه الکلمة تعنی فی لغة العرب التغییر والتحویر ، (والصورة) بمعنى (الشکل والهیئة) ، مأخوذة من الأصل العبری (صوراه) .