2 ـ هل للشرور حالة عدمیّة؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
1ـ ما معنى الخیر والشّر؟3 ـ الخیرات التی تأتی من الشرور

عُرِف بین الفلاسفة والعلماء أن (الشّر) یعود فی النهایة إلى (أمر عدمی)، (أو إلى أمر وجودى یؤدّی إلى العدم)، ولعل أول من صرّح بهذا الرأی هو (أفلاطون) والذی وصف الشّر بالعدم.

وعلیه فضدّه، أی الخیر، لایحکی إلاّ عن الوجود، وکلما کان الوجود أوسع وأکمل کان منبعاً لخیر أکثر، إلى أن یصل إلى الوجود الإلهی المطلق اللامحدود الذی هو عین الخیر المحض، ومصدر جمیع الخیرات والبرکات.

وعادةً مایلتجئون إلى هذا المثال البسیط لتوضیح عدمیّة الشّر وهو: أننا نقول: (ذبح إنسان بریء شرٌّ)، ولکن لنرى ما هو الشر هنا؟ هل هو قوة ذراع القاتل، أم قاطعیة السکّین وجودة عملها، أم تأثُّر رقبة المقتول وظرافتها التی یستطیع الإنسان بواسطتها ممارسة کل أنواع الحرکة (حرکات الرقبة)؟ فمن المسلّم به أنّ أیّاً من هذه الأمور لیست بشرٍّ ونقص، فالشّر هنا هو انفصال أجزاء الرقبة والأوداج والعظام عن بعضها، ونحن نعلم بأنّ الإنفصال لیس إلاّ أمراً عدمیّاً.

وکذا قد یؤدّی أمر وجودی أحیاناً ـ کغذاء مسموم ـ إلى الموت، الذی هو أمر عدمی، لذا فهو شر، أو یؤدّی مکروب معین، الذی هو أمر وجودی، إلى الاصابة بمرض معین، ونحن نعلم بأنّ الموت لیس سوى انعدام الحیاة، والمرض لیس إلاّ فقد السلامة.

ومن هنا یتضح للجمیع جواب هذا السؤال وهو: (من خلق الشرور)؟

لأنّه عندما تکون الشرور أموراً عدمیّة لایصح أساساً تصوّر وجودها أو موجدها.

نعم، یُمکن أحیاناً أن تکون الأمور المسببّة للعدم أموراً وجودیة (کالغذاء المسموم)، ولکن وکما قلنا لو تساوى خیرها وشرها أو غلب شرها أو کان شرها مطلقاً فإنّه لا یُمکن أن تلبس خلعة الوجود.

ویجدر الترکیز فی هذه النقطة أیضاً وهی: تساوی (الشر المطلق) مع (العدم المطلق) الذی لیس له وجود خارجی بتاتاً، لأنّ العدم المطلق نقیض الوجود.

أمّا (الشر النسبی) (الشیء الذی یُعد خیراً من جهة وشّراً من جهة ثانیة) فله حصة من الوجود طبعاً، أو بتعبیر آخر: فهو خلیط من الوجود والعدم، ولکن کما قلنا فإنَّ قسماً واحداً من الشّر النسبی یتماشى مع حکمة الله وهو الشیء الذی تغلب علیه حالة الخیر، (تأمل جیداً).

 

1ـ ما معنى الخیر والشّر؟3 ـ الخیرات التی تأتی من الشرور
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma