تطورات الحیاة دلیلُ على قدرته تعالى

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
بیده الحیاة والموتالمالکیة والقدرة

تطرقت الآیة الرابعة إلى هذه المسألة من طریق آخر ، وضمن ذکرها لحالات الإنسان المختلفة ، وانتقاله من حال إلى آخر بإذن الله تعالى ، وذکرها لخلق مختلف المخلوقات ، فقد بیّنت عمومیّة القدرة والعلم الإلهی : (اللهُ الَّذِى خَلَقَکُمْ مِّنْ ضَعْف ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْف قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّة ضَعْفاً وَشَیْبَةً یَخْلُقُ مـَا یَشـَاءُ وَهُوَ الْعَلیمُ الْقَدیرُ). (الروم/ 54 )

حق ، إنّ ملاحظة تطوّرات الجنین ومراحل حیاة الإنسان المختلفة ومنحنی قدرته التصاعدی والتنازلی الذی یبدأ من نطفة ویصل فی قمة المنحنی إلى إنسان قوی ومتفکّر وذکی ذی قدرة على تخیّل وإنجاز مسائل کثیرة ، ثم ینزل حتّى یصیر موجوداً عاجزاً حتى أعجز من الطفل أحیاناً من حیث القدرة الجسمیّة والفکریّة ، وملاحظة جمیع هذه التحوّلات السریعة العجیبة ، یوحی ویحکی عن قدرته تعالى على کل شیء .

لذا نجد أنّ القرآن الکریم ومن أجل إثبات عمومیّة العلم الإلهی والقدرة الإلهیّة ، قد دعا الإنسان للتفکّر فی السموات العلى تارةً ، وللتفکر فی وجوده الشخصی والتحوّلات العظیمة التی تُلازمه منذ انعقاد النطفة إلى حین الموت تارةً أُخرى .

وتعبیره بعبارة ( خلقکُم من ضعف ) بدرجة من المتانة حتى کأنّ الإنسان مخلوق من مادتی الضعف والعجز! والحق کذلک ، فنطفة الإنسان بدرجة من الضعف بحیث تفنى لأدنى سبب .

ولکن أرجع البصر وانظر إلى حقیقة ذلک الموجود القوی الذی ینشأ من هذه النطفة الحقیرة ، ویطوی آفاق السماء والأرض ، ولا یقنع بحدّ معین من القدرة والتطوّر العلمی والصناعی ، وعندما یطوی المرحلة التنازلیة من منحنی القدرة ، یعود إلى نفس ذلک الضعف البدائی!

إنّ کلَّ هذا یدل على قدرة ذلک الخالق الحکیم اللامحدودة .

 

بیده الحیاة والموتالمالکیة والقدرة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma