وبالتالی فالآیة السابعة والأخیرة من بحثن ، بعد أن سمحت للزوج والزوجة بالطلاق عند فقدان الالفة ، أمّلتهما بالحیاة المستقبلیّة لکی لا ییأسا ویسلکا طریق المعاصی . قال تعالى : (وَاِنْ یَتَفَرَّقـَا یُغْنِ اللهُ کُلاًّ مِّنْ سَعَتِهِ وَکـَانَ اللهُ وَاسِعاً حَکِیْم ) .
فمن جهة یبشّرهما تعالى بالغنى من فضله وکرمه (وهذا یتناسب مع وصفه تعالى بالواسع) ، ومن جهة اُخرى فقد شرّع الطلاق وسمح للزوجین بالافتراق فی حالات خاصّة (وهذا مقتضى حکمته سبحانه) ، لأنّه لو لم یشرع قانون الطلاق ـ کما فی القوانین المسیحیة المشرَّعة فی عصرنا الحاضر ـ لواجه الزوجان طریقاً مسدوداً فی حالات الطلاق الضروریة ، ولتورّطا بنار محرقة لامفرّ منه ، ولتهیأت الأرضیة لوقوع کل ألوان الإنحرافات الأخلاقیة والجرائم وتضییع حقوق الزوجین وأبنائهم .