بغض النظر عن مسألة العلّة والمعلول ، فإنّ الله سبحانه وتعالى وجود غیر مُتناه من جمیع الجوانب ، لذا لا یخلو منه مکانٌ أو زمان (مع أنّه لایحدّه مکان أو زمان) ، لأننا لو افترضنا خلو مکان أو زمان من وجوده تعالى فقد حددناه.
لذا فعدم تناهیه یدلّ على حضوره وإحاطته بجمیع الوجود ، أو بتعبیر آخر کُل شیء ماثل بین یدیه .
فهل یمکن أن یکون العلم غیر هذا الحضور ؟
وفی الحقیقة أنّ موانع العلم إمّا أن تکون حجب مادیة ، وإمّا بُعد المسافة ، ونحن نعلم انتفاء هذه الاُمور عن ذات الباری .
وکما أشرنا فی بدایة هذا البحث فإنّ فی الآیات المذکورة أعلاه إشارات واضحة حول هذه الأدلة العقلیة التی تعبّر عن متانة الدلیل القرآنی ومنطقه المتفوق ، وقد أشرنا إلیها ضمن تفسیر الآیات .