کنّا نود أن نجمع کل مباحث «المعاد فی القرآن» فی مجلد واحد کی یسهل تناولها، لکننا عند العمل وجدنا أنّ البحوث بلغت من السعة ما یقارب التسعمائة إلى الالف صفحة (مع الاختصار!) وأنّ جمعها فی مجلد واحد أمر عسیر، لـذا لـم نرَبداً من وضع البحوث المتعلقة بکلیات «المعاد» فی مجلد والبحوث المتعلقة «بخصوصیات المعاد» فی مجلد آخر، على أمل أداء حق جمیع البحوث على قدر الإمکان.

اللّهم! إننا نعلم بأنّ أمامنا سفراً طویلا وملیئاً بالمخاطر وبأننا لم نعدّ أنفسنا له، فوفقنا لاعداد أنفسنا إعداداً أکمل وأسرع.

یاربّ! إنّ عبدک المخلص علی(علیه السلام) کان یذرف الدموع ویقول: آه مـن قلة الزاد وبعد السفر، فکیف بنا وقد خلت أیدینا من الزاد، فإننا لا نرجو إلاّ لطفک الدائم.

لکننا نعلم یاربّ بأنّ کل ما لدینا من العلم هو أنّ هناک عالماً أسمى وأرقى وراء هذا العالم المحدود الضیّق المظلم.. عالماً تشع علیه أنـوارک على الـدوام، وأنّ آثار قدرتک وعظمتک فیه أکثر وضوحاً واشعاعاً، وهو یبشّرنا بلقائک المعنوی الذی حرمنا منه فی هذه الدنیا، ویدعونا إلى المأدبة الکبرى ویبشّرنا بالجلوس على خوان «مالا عین رأت ولا اذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر»، فلا تحرمنا من ذلک یا عظیم!

انتهى المجلد الخامس

من التفسیر الموضوعی «نفحات القرآن» فی

13/10/1369 هـ.ش

16/ج2/1411 هـ.ق