هذا التعبیر عن یوم القیامة ورد ذکره مرّة واحدة فی القرآن المجید فی قال تعالى: (یَوْمَ یَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِینَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِکُمْ)، (أی ألقوا علینا نظرة حتى نستلهم من نورکم، أو أمهلونا حتى نستفید من نورکم). (الحدید / 13)
هذا والحال أنّ المؤمنین والمؤمنات یمرّون على الصراط بسرعة خاطفة وأشعـة أنوارهم تسطع أمامهم وعن أیمانهم: (یَوْمَ تَرَى المُؤمِنیِنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ یَسْـعَى نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَبِأَیْمَانِهِمْ بُشْرَاکُمُ الْیَوْمَ جَنَّاتٌ...). (الحدید/12)
اما المنافقون فإنهم ینظرون إلى المؤمنین بحسرة ولهفة یطلبون حزمة أو قبضة من نور المؤمنین ولکنهم یجابون حینها (قِیلَ ارْجِعُوا وَرَاءَکُمْ فَالَْتمِسُوا نُوراً). (الحدید / 13)
إنّ القیامة وساحة المحشر لیستا محلا لکسب النور، بل محل ذلک هو الدنیا فارجعوا إلیها إن استطعتم واطلبوا النور والضیاء لأنفسکم من مصبـاح الهـدایة المنیر والعمل الصالح، فما أسوا حال المنافقین أصحاب القلوب الغلف والأفکارِ المظلمة! وما أجمل نورَ الإیمان والعملِ الصالح وما اعظمَ فحوى هذا الخطاب الذی تحمله لنا الآیة الکریمة فی بیانها لحال الفریقین معاً!