إنّ الانذار الشدید الذی یحتوی علیه هذا التعبیر عن القیامة عجیبٌ حقاً، قال تعالى: (یَوْمَ یُسْحَبُونَ فِی النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ). (القمر/48)
نحن نعلم بأنّ الوجه أشرف محل فی الإنسان وفی نفس الوقت ألطف جزء من أعضاء البدن، ونعلم بأنّ کثیراً من الأجزاء المهمّة مثل العین والفم والأنف توجد فی الوجه، ومن جانب آخر نعلم بأنّ نار جهنم أشد من نار الدنیا بکثیر فإنّ نار الدنیا فی مقابل تلک النار ضئیلة أو محدودة جدّاً.
تصوروا ماذا سیحدث إذا سُحبَ أحدٌ فی النار على وجهه؟ بالإضافة إلى ذلک فإنّ هذا العمل دلیل على شدّة التحقیر لهؤلاء المستکبرین عُبّاد الذات، فعلى هذا یجتمع هناک العذاب الجسمی والعذاب الروحی فی آن واحد.
ویوجد هناک احتمالان فی معنى «سَقَر» التی هی على وزن (سَفَر):
الاحتمال الأول: هو أنّها نفس جهنم الاحتمال الثانی: أنّ المراد منها قسم معّین من جهنم الذی هو مقرّ المتکبرین وذو حرارة عالیة واحراق شدید، والاحتمال الثانی تؤیده روایة الإمام الصادق(علیه السلام)، قال(علیه السلام): «إنّ فی جهنم لواد للمتکبرین یقال له سقر شکا إلى الله شدّة حره وسأله أن یأذن له أن یتنفس فأحرق جهنم»(1).