38 ـ یوم هم بارزون

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
36 ـ یومَ یکونُ الناسُ کالفراشِ المبثوث40 ـ یوم تجدُ کُلُّ نفس ما عَمِلَت من خیر مُحضراً وما عملت من سوء

هذان الوصفان یبینان خلال تعبیرین اثنین حقیقة واحدة عن ذلک الیوم العظیم (وقد وردا فی الآیة 9 من سورة الطارق والآیة 16 من سورة المؤمن)، ویقرران أمراً خطیراً إذا ما آمن به الناس کان له أثر عمیق فی تربیتهم.

ففی ذلک الیوم لا تخفى خافیة; وذلک لارتفاع الاستار الطبیعیة مثل الجبال والتلال، وتکون الأرض کما أشار إلى ذلک فی الآیة: (قَاعاً صَفْصَفاً)، (أی صافیة خالیة من المرتفعات). (طه / 106)

ومن ناحیة اُخرى یخرج الناس من القبور وتُخرج الأرض ما فی باطنها: (وَأَخْرَجَتِ الاَْرْضُ أَثْقَالَهَا). (الزلزال / 2)

وثالثة، تنشر صحف أعمال الناس والاُمم ویُعلن عن محتواها أمام الملأ: (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ). (التکویر / 10)

وتنطق الأیدی والأرجل وجمیع الجوارح حتى الجلود، وتبدأ بالعویل واعلان الفضائح.

فالأرض والدهر کلها تنطق وشهداء الأعمال یشهدون على أعمال الناس، ففی ذلک الیوم یعلن أمام الملأ حتى عن نیّات الناس واعتقاداتهم فضلا عن أعمالهم، إنّه یوم الفضیحة الکبرى للمسیئین ویوم الفخر العظیم للمحسنین حقاً.

ویجب الانتباه إلى أنّ «تُبلى» من مادة «بلاء» بمعنى الامتحان وبما أنّ حقائق الأشیاء تظهر عند الاختبار فقد فُسِّر البلاء هنا بمعنى الاتضاح.

جاء فی الحدیث عن «معاذ بن جبل» أنّه قال: (سألت رسول الله(صلى الله علیه وآله)، وما هذه السرائر التی تبلى بها العباد فی الآخرة، فقال: «سرائرکم هی أعمالکم من الصلاة والصیام والزکاة والوضوء والغسل من الجنابة وکل مفروض لأنّ الأعمال کلها سرائر خفیة فإن شاء قال الرجل صلیت ولم یصل وإن شاء قال توضأت ولم یتوضأ، فذلک قوله یوم تبلى السرائر»(1).

والجدیر بالذکر هو أنّ ما جاء فی الحدیث الشریف المذکور هو بیان أمثلة من هذه الحقیقة الکلیة، وإلاّ فإنّ الآیة الشریفة تشتمل على جمیع «العقائد» و«النیات» وأعمال الناس» سواء الحسن منها أم السیء.

ومن هنا یظهر أنّ العناوین البراقة الکاذبة التی حصلت علیها الکثیر من الشخصیات بواسطة التضلیل والتستر فی هذه الدنیا سوف تذهب هباءً بفعل زوابع المحشر وتحل محلها الفضیحة العظمى، وما أروع من سقوط هؤلاء الأفراد وأصحاب الواقع السی المتلبسین بالظاهر الأنیق، من اوج العزّة والکرامة إلى قعر الذّلة والمهانة!

وما أحلى الکرامة التی حاز علیها المؤمنون المخلصون الذین لم یراؤوا وحافظوا على اخفاء ارتباطهم بالله فی هذه الدنیا وما أجمل ظهورهم فی ذلک الیوم وجلوسهم على عرش العزة والعظمة!

هذا هو النداء الذی یقدّم لنا الوصف المذکور أعلاه وهو انذار لجمیع الناس العالِم منهم والجاهل.


1. تفسیر مجمع البیان، ج 10، ص 471.

 

 

36 ـ یومَ یکونُ الناسُ کالفراشِ المبثوث40 ـ یوم تجدُ کُلُّ نفس ما عَمِلَت من خیر مُحضراً وما عملت من سوء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma