هذا التعبیر فی الواقع هو توضیح لاسم (القیامة) فی قوله تعالى: (یَوْمَ یَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِینَ). (المطففین / 6)
إنّه قیام یدل على جدّیة الموقف فی ذلک الیوم، ودلیلٌ على الحضور فی محکمة کبرى، ودلیل على خضوع جمیع الأعمال للحساب.
ومن الجدیر بالذکر أنّ القرآن المجید أتى بهذا التعبیر فی سورة المطففین لتحذیر وتنبیه الذین یبخسون المیزان، قال تعالى: (أَلاَ یَظُنُّ أُولئِکَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ * لِیَوْم عَظِیم)ثم یضیف (یَوْمَ یَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمیِنَ). (المطففین / 4 ـ 5)
أی أنّهم لو کانوا على یقین بأنّ مثل هذا «الحضور» و«القیام» فی یوم کهذا واقع حتماً لما ارتکبوا السیئات أبداً، ولکن للأسف أنّ حب الدنیا والغفلة والغرور وطول الأمل ظلل على أفکارهم وقلوبهم وأرواحهم ظِل الشؤم والظلام ممّا جعلهم یغفلون هذه الحقائق.
جاء فی احدى الروایات «عن إبن عمر وهو من أصحاب الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله وسلم)أنّه وعند قراءته لسورة المطففین: لمّا بلغ قوله (یَوْمَ یَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمینَ)بکى بکاءً شدیداً أعجزه عن مواصلة القراءة»(1).