2 ـ احیاء الموتى

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
1 ـ القیامة3 ـ البعث

احیاء الأموات هو عنوان آخر یُشاهد بشکل واسع فی الآیات المختصة بالمعاد، وکما سیأتی ـ بإذن الله ـ فی بحث أدلّة المعاد أنّ عدداً کبیراً من هذه الأدلة تُوْکّد على هذا العنوان، وتُصّور إمکان الإحیاء بعد الممات بطرق مختلفة.

ومن جملتها الآیة التی هی مورد بحثنا، فبعد أن ذکر القرآن المجید ثلاثة اُمور مهمّة هی (مسألة خلق الإنسان من التراب، والتطوّرات المختلفة للجنین، وإحیاء الأرض بعد نزول الغیث) قال تعالى: (ذَلِکَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَاَنَّهُ یُحْىِ الْمَوْتَى واَنَّهُ عَلَى کُلِّ شَىء قَدِیرٌ).

«الحق»: یعنی الواقع والثبوت، والتعبیر السابق ـ على حد قول «المیزان» یُشیر إلى أنَّ الله عزوجل هو عین الواقع لا أنّه وجودٌ له واقع، إنّه عین الثبوت والواقع، وبالاحرى أنَّ واقعیة وثبوت کل شیّ فی العالم مترشح من فیض وجوده(1).

وما یقابل الحق هو الباطل، فإنّه لا واقع ولا ثبوت له، بل هو خیالٌ وظنٌ باطل وسرابٌ لا غیر.

والملفت للنظر فی هذه الآیة هو الاُمور الثلاثة المذکورة أعلاه (خلق آدم من التراب، وتطورات الجنین، واحیاء الأرض المیّتة) فإنّها جاءت کدلیل على إثبات المبدأ الأول أی إثبات أصل وجود الله، وعلى إثبات المعاد وإثبات صفات الله (مثل القدرة).

إنّ هذه التغیّیرات الواسعة والمهیمنة على کل موجودات العالم هی فی الواقع دلیل على وجود محور ثابت فی عالم الوجود، وهذا النظم العجیب الذی یُهیمن على الظواهر المختلفة هو دلیلٌ على حکمة وقدرة ذلک المحور، وتدلّ کل هذه الاُمور بوضوح على إمکان الحیاة بعد الموت.

وکما أشرنا سابقاً بأنّ تعبیر «احیاء الموتى» ورد بشکل واسع فی آیات المعاد، فإنّ هذا التعبیر یدلّ بوضوح على کون المعاد جسمانیّاً، لا عودة الروح فحسب، بل یعاد فی الآخرة الجسم المتعلق بها أیضاً (ولکن على مستوىً أعلا وأرقى کما ستأتی الإشارة إلیه لاحقاً) فلو کان المعاد بالروح فقط لما کان للحیاة الآخرة مفهوم أصلا، لأنّ الروح بعد انفصالها عن البدن تستمر فی الحیاة وتحافظ على بقائها.


1. تفسیر المیزان، ج 14، ص 378.

 

1 ـ القیامة3 ـ البعث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma