2 ـ لماذا نخاف الموت؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
1 ـ الموت هو مدخل عالم البقاء3 ـ أسباب الخوف من الموت فی نظر الروایات

اتّضح ممّا قلناه آنفاً: أنّ الخوف من الموت لا معنى له بالنسبة لمن یؤمن بالمعاد، ویستثنى من ذلک من کانت صحیفة أعماله سوداء ومظلمة، الذین یخافون العقوبات الإلهیّة التی سوف یُبْتَلَوْنَ بها فی الدار الآخرة، وبتعبیر آخر: إنّ من یخاف الموت هم ثلاث فرق:

الفرقة الاُولى: وهم من یعتبرون الموت أمراً یساوی الفناء والعدم، فالعدم مرعب، والفقر والمرض والضعف والعجز هی من عوامل الرعب،؟ لأنّها بمعنى عدم الثروة وعدم السلامة وعدم التمکّن وعدم القدرة، فالإنسان هو من سنخ الوجود، والوجود یأنس بالوجود کما یأنس الحدید بالمغناطیس، لکنّه لا یسانخ العدم ولا یأنس به، فما علیه إلاّ أن یهرب منه.

لکننا إذا اعتبرنا الموت سُلَّماً للصعود إلى «وجود أرقى» وکـنّا نعتبر العـالم الذی یلی الموت لا یقاس بهذا العالم من جهة السّعة والنعیم، وکنّا نعدّ الدنیا سجناً والموت بمثابة التحرر من هذا السجن، وإذا شبّهنا الحیاة بالقفص بالنسبة إلى طائر والموت بانفتاح هذا القفص وتحلیق الطائر، فسوف لن یصبح المـوت أمراً مـرعباً، بل سوف یکون فی بعض الموارد محبوباً ومستساغاً، قال أحد الحکماء:

مُتْ أیها الحکیمُ واقلع عن مثل هذه *** الحیاة فإنّک إن مُتَّ فسوف تخلد

فیسافر طائر روحک إلى العُلا *** عندما تحررها من أسرِ الطمع

وقال شاعر آخر:

اننی طائر جنّة الملکوت، ولستُ من عالم التراب *** لقد صنعوا من جسمی قفصاً قصیر الامد

إنّ أسعد الأیّام هو ذلک الیوم الذی أطیر به نحو الحبیب *** فترفّ جناحایَ بأمل الوصول إلى دیاره

وأخیراً یستقبل شاعر آخر الموت بصدر رحب، فیدعوه إلیه قائلا:

إن کان الموت إنساناً لقلت له أقبل إلیّ *** لأضّمه إلى صدری بشوق شدید

کما أحصل منه على روح خالدة *** ویحصل منّی على جنَّة خلقة

ومن الواضح هو أنّ تصوراً کهذا عن مسألة الموت یطرد الخوف والهلع عن الإنسان، کما أننا لا نقول إنّه ینتحر، لأنّ هذه الحیاة هی وسیلة لجمع رأسمال أکثر ولکسب الزاد وتهیئة الراحلة للإعداد للسفر نحو ذلک العالم، بل نقول: إنّه یبسط جناحیه عندما ینفصل منها، ویذهب إلى استقبال شی یمدّه بحیاة جدیدة بکل شهامة وشجاعة.

الفرقة الثانیة: وهم الذین یؤمنون بالحیاة بعد الموت لا یعتبرون الموت فناءً وعدماً أبداً، لکنهم بسبب اسوداد صحائفهم یهربون من الموت، لخـوفهم من العقوبات التی ستحل بهم بعده، والتی اُعدّت لهم فی المحشر، فهم یهربون منها کما یهرب المجرمون الذین یتمنون دائماً تأجیل یوم المحاکمة، والبقاء فی السجن من دون محاکمة!

ومن حق هؤلاء أیضاً أن یخافوا من الموت، فالخلاص من السجن بنفسه أمرٌ حسن، ولکنّه لیس کذلک بالنسبة لمن یخرجُ من السجن إلى خشبة الاعدام.

الفرقة الثالثة: وما یجدر بالالتفات أیضاً هو أنّ حبّ الدنیا والتعلّق بها والحبّ الشدید للمال والمنصب والمظاهر الاُخرى، تجعل الإنسان یخاف الموت .. الموت الذی یُخرج جمیع هذه الاُمور من قبضته.

أمّا بالنسبة لِمنْ لا یعتبرون الموت فناءً ولم تسودّ صحائف أعمالهم، ولم تربطهم بالدنیا المادیة جمیع العلائق، فلا داعی لأن یخاف هؤلاء الموت حتّى لو کان بأقّل درجات الخوف.

 

1 ـ الموت هو مدخل عالم البقاء3 ـ أسباب الخوف من الموت فی نظر الروایات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma