ورد هذا التعبیر مرّة واحدة أیضاً فی القرآن المجید عندما کان مؤمن آل فرعون یحذّر الفراعنة من العذاب الإلهی الذی یحلُّ بهم فی الدنیا والآخرة، قال تعالى:(وَیَاقَوْمِ إِنّى أَخَافُ عَلَیْکُمْ یَوْمَ التَّنَادِ). (غافر / 32)
«التناد»: جاء فی الأصل من «التنادی» حذفت یاؤه واضیفت الکسرة فی آخره للدلالة على حذف الیاء، وهو من مادة «نداء».
ذهب کثیر من المفسرین إلى أنّ «یوم التناد» من أسماء القیامة(1)، وجاء کل منهم بدلیل لاثبات مدّعاه.
قال بعضهم: إنّ الدلیل علیه هو أنّ أصحاب النار ینادون أصحاب الجنّة کما فی الآیة الکریمة: (وَنَادى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِیضُوا عَلیْنَا مِنْ المَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَکُمُ اللهُ)فیجیبهم أهل الجنّة: (قَالُوا اِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْکَافِرِینَ). (الاعراف / 50)
نُقل هذا المعنى فی کتاب «معانی الأخبار» خلال حدیث روی عن الإمام الصادق(علیه السلام).
وقال آخرون: إنّ العلّة فی هذه التسمیة هی أنّ الناس فی یوم الحشر ینادی بعضهم بعضاً یطلبون العون.
أو أنّ الملائکة تنادی الناس للحساب وینادی الناس الملائکة لطلب العون! أو لأنّ المؤمن عندما یرى صحیفة أعماله ینادی من شدة الفرح: (هَاؤُمُ اقْرَؤُا کِتَابِیَه). ( الحاقة/19)
وینادی الکافر عندما یُعطى کتابه بیده من شدّة الفزع: (یَالَیْتَنِى لَمْ اُوْتَ کِتَابِیَه).(الحاقة / 25)
وهنالک وجوه اُخرى ذکرت لهذه التسمیة، ففی بعض التفاسیر عدّوها ثمانیة وجوه، ولکن بعضَ تلک الوجوه ضعیفة، ومن الممکن أنّ جمیع هذه المعانی قد جُمعت فی مفهوم الآیة وذلک لعدم المنافاة.
1. ادّعى الفخر الرازی فی تفسیره (الکبیر ج 27، ص 61) الإجماع واتفاق المفسرین على هذا القول.
