من التراب نخرجکم تارة اُخرى

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
المجموعة الثالثةالمجموعة الرابعة

تخللت الآیة الاُولى قصة موسى وفرعون، لکن الخطاب کان من قبل الله تعالى عندما أشار إلى الأرض فی الآیات السابقة، قال تعالى: (مِنْهَا خَلَقْنَاکُمْ وَفِیهَا نُعیدُکُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُکُمْ تَارَةً اُخْرَى).

فنحن جمیعاً خُلقنا من التراب، إمّا لأننا خلقنا من آدم وآدم من تراب، وإمّا من أجل أنّ جمیع الأغذیة (من نباتات أو حیوانات تتغذى على النباتات) التی ینشأ منها لحمنا وجلدنا وعظامنا، قد خُلقت من التراب فمن البدیهی أن نعودَ جمیعاً إلى التـراب ونُبعث ثانیـةً من التراب، وهذا دلیل واضح على إثبات المعاد الجسمانی، وهـذا التعبیر، بالإضافة إلى کونه جواباً لمن یقول بعدم إمکان تحقق المعاد بعد تحلل الأجسام وتحولها إلى تراب، وجواباً لمن غفلوا عن کونهم خلقوا من التراب، فهو انذارٌ لجمیع الطغاة والمستکبرین المتغطرسین أمثال فرعون وأعوانه لاعلامهم بأنّهم کانوا فی بدایة الأمر تراباً وسوف یعودون إلى التراب ویخرجون تارةً اُخرى من التراب ویُحضرون فی محکمة العدل الإلهیّة.

إن أدنى تأمّل فی مراحل وجود الإنسان یکفی لتحطیم غروره واحیاء روح التواضع والتسلیم أمام الحق فی أعماقه.

والآیة الثانیة جاءت على لسان النبی نوح (علیه السلام) حیث شبّه الإنسان بالنبات الذی ینبت فی التراب، قال تعالى: (وَاللهُ اَنْبَتَکُمْ مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتاً * ثُمَّ یُعِیدُکُمْ فِیهَا ویُخْرِجُکُمْ اِخْراجاً)(1).

إنّ استعمال «الإنبات» فی مورد الإنسان تعبیر لطیف جدّاً، والمراد منه هو لفت الأنظار إلى التشابه الکبیر بین القوانین السائدة على الحیاة النباتیة وعلى الحیاة الإنسانیة، بالإضافة إلى أنّ الله تعالى لا یُعتبر معلماً للإنسان فحسب، بل هو کالفلاح الذی یزرع البذور فی الجوّ الملائم ویستمر فی سقیها ومداراتها حتى تُخرجُ ثمرها وهو الاستعداد الذی یکمن فیها!

إننا نعلم بأنّ النباتات التی تستحق الحیاة هی النباتات التی تنبت وتنمو کی تعطی ثمراً وظلا وتساهم فی تنقیة الهواء، فإن لم تکن کذلک فهی لا تنفع إلاّ فی استعمالها حطباً، وهکذا الحال فی الإنسان، قال الشاعر الفارسی:

لتُحرق الأشجار غیر المثمرة *** هذا جزاء لِلذی لا ینفع!

وعلى أیّة حال فإنّ هذه الآیة تدل بوضوح على تحقق المعاد الجسمانی، وذلک لأنّها تقول: سوف تعودون إلى التراب وتبعثون منه، فأنتم فی بدایة الأمر کنتم تراباً وسوف تُبعثون مرّة اُخرى من التراب.

وتحدثت الآیة الثالثة عن آدم وحواء ونسلهم، قال تعالى: (قَال فِیهَا تَحْیَوْنَ وَفِیهَا تَمُوْتُوْنَ وَمِنْهَا تُخْرَجُوْنَ).

وجملة: (وَمِنْهَا تُخْرَجُوْنَ) دلیل واضح على تحقق المعاد الجسمانی من وجهة نظر القرآن المجید، ولا یمکن بأیّ وجه أن تدل على معاد الروح فقط أو على المعاد النصف جسمانی (أی بالجسم البرزخی).

کما أنّ هذا التعبیر یشیر أیضاً إلى أنّ مسألة المعاد الجسمانی کانت مطروحة على طاولة البحث منذ بدایة خلق آدم(علیه السلام) ولا یختصُّ طرح هذه المسألة بعصر ظهور الإسلام ونزول القرآن المجید.


1. تقتضی القاعدة فی هذه الآیات بوجوب استخدام کلمة «انباتاً» التی هی مصدر لفعل «أنبتکم» لکن بعض المفسرین یرى أنّ هناک تقدیراً فی الآیة على النحو التالی: «أنبتکم من الأرض فنبتکم نباتاً ـ أو ـ أنبتکم من الأرض انبات النبات» (تفاسیر الکبیر; وروح الجنان; والمیزان).

 

المجموعة الثالثةالمجموعة الرابعة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma