ورد هذا التعبیر مرّة واحدة فی القرآن المجید فی قوله تعالی: (یُلْقِى الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن یَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِیُنْذِرَ یَوْمَ التَّلاَقِ). (المؤمن / 15)
المراد من لقاء الروح بقرینة الآیات الاُخرى هو الوحی والکتب السماویة، کما جاء فی خطابه تعالى للنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی قرآن الکریم: (وَکَذلِکَ أَوْحَینَا اِلَیْکَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا).(الشورى / 52)
وعلى هذا الأساس فإنّ القرآن المجید روحٌ نُفختْ فی المجتمع الإنسانی من قبل الله عزّوجلّ!
قال الراغب فی المفردات: سُمی القرآن روحاً لأنّه هو السبب فی إیجاد الحیاة المعنویة.
والهدف من لقاء هذه الروح هو الانذار من هول یوم التلاقی العظیم.
إنّ کل أنواع اللقاءات التی جُمعت فی مفهوم الآیة تحصل فی ذلک الیوم، وإن أشار المفسرون إلى بعض زوایا تلک اللقاءات.
إنّه الیوم الذی یلتقی فیه العباد بربهم:(یَا اَیُّهَا الاِْنْسَانُ إِنَّکَ کَادِحٌ إِلَى رَبِّکَ کَدْحاً فَمُلاَقِیهِ). (الانشقاق / 6)
وهو الیوم الذی یلتقی فیه الإنسان بملائکة الحساب والثواب والعقاب: (وَتَتَلقَّاهُمُ الْمَلاَئِکَةُ). (الأنبیاء / 103)
وهو الیوم الذی یلتقی فیه الإنسان بحساب الأعمال والأقوال: (إِنِّى ظَنَنتُ أَنِّى مُلاَق حِسَابِیَهْ). (الحاقة / 20)
إنّه الیوم الذی یلتقی فیه الأولون والآخرون.
یوم تلاقی دعاة الحق ودعاة الباطل بأعوانهم.
یوم تلاقی الظالم والمظلوم.
یوم تلاقی أهل الجنّة وأهل النار!
نعم، إنّ الهدف الرئیس من بعث الأنبیاء ونزول الکتب السماویة هو تحذیر وانذار العباد من ذلک الیوم، یوم التلاقی العظیم وما أعجبه من مفهوم واسع ورهیب.