توضیح

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
متى تُحلّ هذه الاختلافات؟تمهید

من خـلال الآیات الخمس المذکورة وذکر خمسة عناوین مختلفة: «الانباء» و«التبیین» و«الحکم» و«القضاء» و«الفصل» اتضحت الحقیقة بأفضل أسـالیب البیان وأنّ یوم القیامة یوم انتهاء الاختلافات ویوم تجلّی الحقائق وفرز الحق عن الباطل ویوم الحکم والقضاء النهائى.

وکیف لا یکون الأمر کـذلک ویوم القیامة یوم البروز ویوم الظهور: (وَبَرَزُوا لِلّهِ الْوَاحِدِ القَهَّار). (إبراهیم / 48)

ویوم رفع الحُجب وکشف الغطاء:(فَکَشَفْنَا عَنْکَ غِطَآءَکَ فَبَصَرُکَ الْیَوْمَ حَدِیدٌ). (ق / 22)

إنّ الطبیعة المظلمة لعالم الدنیا أو التی یمتزج فیها النور بالظلمة لا تفسح المجال لظهور الحقائق على ماهِیَّتِها، کاللیل بالضبط، فالإنسان مهما یبذل جُهْدَهُ لکشف الحقائق بواسطة المصابیح إلاّ أنّ قسماً کبیراً منها یبقى فی دائرة الظلام، أمّا القیامة فهی تشبه سطوعَ الشمس التی تکشف بأشعتها کل شیء.

من الممکن أن یکتشف فریقٌ طریقهم فی الظلام إلاّ أنّ فریقاً آخر یضلُّ عن الطریق، کما أنّه من الممکن للَّذینَ سلکوا طریقاً ما أن یصفه کل واحد منهم بوصف یتناسب مع منظاره الخاصّ، وهناک مثال معروف فی توضیح هذا الأمر وهو إنّ عدداً من الأشخاص الذین لم یشاهدوا الفیل من قبل دخلوا فی غرفة مظلمة فیها ذلک الحیوان، ثم لمس کلّ واحـد منهـم عضواً من أعـضاء الفیل، ولمّا خـرجوا أخذ کل واحد منهم یصف ذلک الحیوان فوصفوه بصفات متناقضة، فالذی لمس رجل الفیل وصفه بأنّه یشبه العمـود! ومـن لمس خـرطوم الفیل وصفه بأنّـه اُنبـوب کبیر، والثالث الذی لمس صدر الفیـل وصفه بأنّه یشبه السقف، ولکن عندما أُخرج الفیل من الظلام بانت الحقیقة لهم ورُفعت تلک التناقضات وعلم الجمیع أنَّ وصفهم کان قاصراً!

فالإنسان ـ وکما أشرنا سابقاً ـ لدیه الاستعداد التامُّ للخروج من خضم أمواج الاختلافات وأن یضع قدمه فی عالم الیقین وعدم الاختلاف، ومن البدیهی أنّ الله تعالى الذی خلق الإنسان سوف لن یحرمه من هذا الفیض.

فالاختلاف یسلب الطمأنینة وهو مِنْ موانع الوصول إلى التکامل، والسبب فی نفوذ الشکّ إلى جذور المعتقدات فی بعض الأحیان، بناءً على هذا علینا السعـی لبلوغ المرحلة التی تنتهی فیها هذه المؤثّراتُ السلبیة.

ومن الطبیعی أنّ الأنبیاء والأوصیاء(علیهم السلام) وضّحوا الحقائق على قدر ما تسمح به طبیعة الحیاة الدنیا بالاعتماد على الکتب السماویة، ولکن هؤلاء لم یکونوا إلاّ کمثل المصابیح التی تنیر الطریق للإنسان، لذا یَحلُّ الاختلافُ محلَ الإتحادِ بمجرّد غیاب ذلک النور عنهم، قال تعالى فی قرآنه المجید: (وَمَا اَنْزَلْنَا عَلَیْکَ الْکِتَابَ إِلاَّ لِتُبَیِّنَ لَهُمُ الَّذى اخْتَلَفُوا فِیْهِ). (النحل / 64)

وقال تعالى فی موضع آخر: (فَمَا اختَلَفُوا اِلاّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ). (الجاثیة / 17)

وهذا دلیل على أنّ الأنبیاء(علیهم السلام) قد سعوا فی إزالة الاختلاف الموجود بین الناس إلاّ أنّه لم ینته کلیاً.

إنّ حبّ المادّیاتِ وجموح الشهوات والبغضاء والعداوة فی هذه الدنیا هی الأسس الحاکمة على الناس وهذه الاُمور هی اعظم الحجب، وما لم ترفع لا یستطیعُ الإنسان أن یتقدم خطوة صوب الوحدة، لکنّ هذه الحجب سوف تفنى وتحترق جمیعها فتنکشف الحقائق على ما هی علیه یوم القیامة.

 

متى تُحلّ هذه الاختلافات؟تمهید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma