کیف یُبعث من فی القبور؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
المجموعة الثانیةالمجموعة الثالثة

طُرحت الآیات المذکورة أعلاه تحت ثلاثة عناوین (الخروج من القبور والأجداث والمرقد) وإذا شفعناها بالآیات المشابهة لأصبح عددها سبع آیات، وکل هذه الآیات تبحث بوضوح فی مسألة المعاد الجسمانی.

ففی الآیة الاُولى، قال تعالى: (وَاَنَّ السَّاعَةَ آتِیَةٌ لاَرَیْبَ فِیهَا وَاَنَّ اللهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی القُبُورِ).

وممّا لا شک فیه هو أنّ ما یَرْقُد فی القبور هی أجسام البشر، وهذا التعبیر یشیر إلى أنّ ما یُحیى هو ذلک الجسم المادی.

وورد التعبیر بـ «الأجداث» فی الآیة الثانیة بدلا من القبور، و«الأجداث» جمع «جَدَث» (على وزن قَفَصْ) بمعنى القبر، قال بعض اللغویین إن «جدث» لغة «أهل تهامة» أمّا «أهل نجد» فإنّهم یستعملون کلمة «جدف» بدلا عن «جدث».

على أیّة حال فإنّ هذا التعبیر لا یدلّ إلاّ على المعاد الجسمانی، وذلک لأنّ القبور تضم فی باطنها أجساد البشر أو عظامهم البالیة وترابهم، وخروج الناس من القبور یوم القیامة هو دلیلٌ حیّ على احیاء تلک الأجساد.

وفی الآیة الثالثة نواجه تعبیراً ثالثاً هو مسألة بعث الأموات من «مرقدهم»، ویتمّ ذلک بهذا النحـو وهو إنّ مجموعة من الکفـار عندما یبعثون من مرقـدهم ویـرون أنّهم عادوا للحیاة وقامت القیامة یضجون بالصیاح والعویل ویقولون: (یَا وَیْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَّرْقَدِنَا هَذَا).

و«مرقد» من مادّة «رقود» و«رقاد» بمعنى النوم لیلا أو نهاراً، ویرى بعض اللغویین أنّه یختص بالنوم لیلا، وقیل أیضاً إنّه فی الأصل بمعنى الاستقرار والنوم عند نزول البلایا المعضلات (أی النوم المُسکِّن) لذا استُخدم فی المکث عند معالجة المعضلات أیضاً.

بناءً على هذا فـ«المرقد» بمعنى المقر ومحل الاستراحة ومحل النوم، واطلق على القبر من أجل أنّ المیت یتحرر من الابتلاءات النازلة فی هذه الدنیا وکأنّه یغرق فی القبر فی نوم مُسکّن ومُهدىء(1).

واستعمال هذا التعبیر بشأن القبور لوجود شبه کبیر بین النوم والموت، من أجل هذا قالوا النوم أخُ الموت.

وقال البعض: إنّ هدف المنکرین من استعمال هذا التعبیر هو أنّهم أرادوا بذلک أن یظهروا شکهم مرّة اُخرى ولسان حالهم یقول هل کنّا نیاماً فاستیقظنا أم کُنّا أمواتاً فعدنا للحیاة؟! ولکن لا یلبثون حتى یجیبوا عن سؤالهم هذا ویعترفوا بالحق قائلین: (هَذا مَا وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ المُرْسَلُونَ).

فهؤلاء ومن خلال وصفهم الله بـ«الرحمن» کأنّهم یریدون التمسک بالرحمة الإلهیّة بالإضافة إلى اعترافهم بخطئهم لعلهم یصلحون ماضیهم الأسود بسلوکهم هذا الطریق.

ومهما یکن من شیء فإنّ هذا التعبیر دلیل آخر على صحّة المعاد الجسمانی، وذلک لأنّ المعاد إن کان بالروح فإنّ ذکر «المرقد» لا یکون له أیّ معنى.


1. مقاییس اللغة; وصحاح اللغة; والتحقیق فی کلمات القرآن مادة (رقد).

 

المجموعة الثانیةالمجموعة الثالثة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma