ورد هذا التعبیر مرّة واحدة فقط فی القرآن الکریم، وقد جاء بعـد بیان وقـوع العذاب الإلهی حیث لا مانع ولا دافع لوقوعه، قـال تعـالى: (إِنَّ عَذَابَ رَبِّـک لَوَاقِعٌ * مَّـالَهُ مِن دَافِـع * یَـوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَـوْراً * وَتَسِیرُ الْجِبَـالُ سَیْراً). (الطور / 7 ـ 10)
«المور»: على وزن (موج) وله معان مختلفة ـ على حد قول أصحاب اللغة ـ: حیث جاء بمعنى الحرکة الدائریة وبمعنى الموج وبمعنى الحرکة السریعة وبمعنى الذهاب والایاب وبمعنى الغبار الذی یذهب به الریح فی کل جانب(1)، وأکثر المعانی مناسبةً هنا هو الحرکة السریعة.
فمن الممکن أن تکون هذه الحرکة بیاناً لتلک الحرکة السریعة نحو مرکز الکون التی تحدث عند انقباض أجزاء عالم المادّة کما أشرنا إلیها فی الصفحات السابقة، ومن الممکن أیضاً أن تکون بیاناً لحرکة العالم المستدیرة فی مسیر انبساط وانقباض المجموعة الکونیة.
وقال الفخر الرازی خلال تعلیقه على هذه الآیة: وقوله (وتسیر الجبال)یُحتمل أن یکون بیاناً لکیفیّة مور السماء، وذلک لأنّ الجبال إذا سارت وسیر معها سکّانها یظهر أنّ السماء کالسیّارة إلى خلاف تلک الجهة کما یشاهده راکب السفینة، فانّه یرى الجبل الساکن متحرّکاً(2).
مفهوم هذا الکلام هو أنّ السموات ثابتة فی الحقیقة ولکنّها تبدو للانظار متحرکة، لکن هذا على خلاف ظاهر الآیة.