ورد هذا التعبیر مرتین أیضاً فی القرآن المجید (وإن وردت کلمة «ألیم» مجردةً عشرات المرات فی وصف عذاب القیامة فی سور مختلفة من القرآن الکریم).
إحداها فی سورة هود نقلا عن لسان النبی نوح(علیه السلام) عندما کان یخاطب قومه، قال تعالى: (إِنِّى أَخَافُ عَلَیْکُمْ عَذَابَ یَوْم أَلِیم). (هود / 26)
والاُخرى فی سورة الزخرف عن لسان الوحی الإلهی: (فَوَیْلٌ لِّلَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ یَوْم أَلِیم). (الزخرف / 65)
إنّ وصف ذلک الیـوم بالألیم لیس من حیث العـذاب المؤلِـم فحسب، بل علاوة على هذا فإنّ ذلک الیوم هو مصدر الألم والعذاب من عدّة وجوه، من حیث الفضیحة ومن حیث الندامة والحسرة القاتلة، ومن حیث أنواع الآلام الروحیة الاُخرى، فمثلا الإنسان الذی یرى الآخرین قد دخلوا الجنّة بواسطته فی حین یجد نفسه من أهل النار، وألیم لعدم إمکان العودة ثـانیةً وألیم لدوام العـذاب فی ذلک الیوم.
ومن الجدیر بالذکر هو أنّ إحدى الآیتین السابقتین تحدثت عن المشرکین والاُخرى تحدثت عن الظالمین، ونحن نعلم بأنّ الشرک نوع من الظلم، وأنّ الظلم والاضطهاد أیضاً هو من دوافع الشرک على نوعیه الجلیّ والخفیّ.