6 ـ علّة الخوف من الموت

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
4 و 5 ـ حال المؤمنین والظالمین عند سکرات الموت7 ـ الغایة من الموت والحیاة

إنّ صورة الموت مرعبة لدى الناس عادةً، والسبب فی ذلک یکمن فی أمرین، فهو إمّا أن یکون باعتبار الموت نهایة کلّ شیء أی یساوی معنى الفناء، وإمّا أن یکون بسبب التلوّث بارتکاب الذنوب وحب الدنیا الشدید، فلماذا یخاف الموت من یعتبره ولادة جدیدة وبـدایة انتقال إلى عالم اوسع وحیاة أرقى، ومن یحمل فی جعبته کمیّة هائلة من الأعمال الصالحة إعداداً لسفره والذی لیس للدنیا فی قلبه موضعٌ یعتنى به؟ وقد أشار تعالى فی الآیة السادسة إشارة لطیفة لهذا الأمر، قال تعـالى: (قُلْ یـَا أَیُّهَا الَّذِینَ هـَادوا إِنْ زَعَمْتُـمْ أَنَّکُمْ أَولِیَاءُ للهِِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّـوُا المَـوْتَ إِنْ کُنْتُمْ صَادِقِینَ)ثم یضیف (وَلاَ یَتَمَنَّـونَهُ أَبَداً بِمـَا قَدَّمَتْ أَیْدیْهِمْ وَاللهُ عَلِیمٌ بِالظَّالِمینَ).

وممّا یجدر بالالتفات هنا هو أنّ المخاطب فی هذه الآیة هم الیهود، والسببب فی ذلک على مایبدو أمران:

الأول: هو أنّ الیهود یعتبرون أنفسهم شعب الله المختار دائماً ـ حتّى فی یومنا هذا ـ ویتصورون أنّهم یمتازون عن الآخرین بصفات خیالیة، فهم یعتبرون أنفسهم أبناء الله المختار تارةً! وأحیاناً إنّهم أولیاؤه وأحبّاؤه: (وَقَالَتِ الیَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أبْنَاءُ اللهِ وَأحِبّاؤُهُ). (المائدة / 18)

واخرى، یقولون: لن تمسنا النار أبداً مهما ارتکبنا من الذنوب إلاّ أیّاماً معدودة: (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إلاّ أَیَّاماً مَّعْدُودَةً). (البقرة / 80)

فیجیبهم القرآن: إنْ کنتم صادقین فی عقیدتکم هذه فلِمَ تخافون الموت بهذه الشدّة إذن؟ فهل یخاف الخلیل من لقاء خلیله؟ وهل یکون الانتقال من السجن إلى جنّة عامرة خضراء أمراً مخیفاً؟!

و جاء ما یشبه هذا المعنى فی قوله تعالى: (قُلْ إِنْ کَانَتْ لَکُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِندَ اللهِ خَالِصَةً مِّنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا المَوْتَ إِنْ کُنْتُمْ صَادِقینَ)! (البقرة / 94)

والثانی: هو أنّهم کانوا یعبدون الدنیا وتعلّقت قلوبهم بعالمِ المادّة، هذا بالإضافة إلى ارتکابهم الذنوب الکثیرة وتلوث أیدیهم بدماء الابریاء، لذا فهم یخافون الموت بشدّة.

لذا قال تعالى (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَیَاة). (البقرة / 96)

وقال أیضاً: (وَلَنْ یَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَیْدِیهِمْ). (البقرة / 95)

وَعلى هذا الأساس فقد بیّن القرآن المجید علل الخوف من الموت بوضوح کما أنّه هدى إلى طرق الخلاص من هذا الخوف والهلع الّذی یعمُّ الجمیع، ویـرى بعض المفسِّرین أَنّ الآیة المذکورة أعلاه والتی نزلت فی شأن الیهود هی نوع مباهلة والتی هی إحدی طرق مقارعة الکذّابین، وهی تستخدم فی إثبات صدق الدّعوة، وهی أن یَطلبَ المدّعی من الله أن یُخْزِیَهُ إنْ کان کاذباً (فإذا کانت شروط المباهلة متوفّرة فإنها تکون مؤثّرة).

والدلیل على هذا التفسیر هو ما جاء فی الروایات أنّ الکذابین أی (الیهود) لو کانوا تمنّوا الموت أمام النبی(صلى الله علیه وآله)لَغصّوا بریقهم وماتوا!

جاء فی الحدیث الشریف: «والذّی نفسی بیده لا یقولها احَدٌ منکم إلاّ غُصَّ بریقه»(1).


1. تفسیر روح المعانی، ج 28، ص 85; وتفسیر المراغی، ج 28، ص 100.

 

4 و 5 ـ حال المؤمنین والظالمین عند سکرات الموت7 ـ الغایة من الموت والحیاة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma