10 ـ تمنّى العودة والإصلاح

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
8 و 9 ـ مقدمات الموت وسکراتهثمرة البحث

بعد اجتیاز لحظات الموت، وبعد فراق الدنیا عندما تفتح العیون فی البرزخ ویشاهد الإنسان بعض الأسرار التی کانت محتجبة خلف ستار الغیب، ویرى نتائج أعماله بأمّ عینیه ویرى خُلُوَّ یدیهِ من الحسنات وتراکُمَ الذنوبِ الثقیلةِ یُثقِلُ کاهِلهُ، فإنّه یندم بشدّه على ما فعل فی الماضی ویفکّر فی إصلاح ما اقترفه، هنا یلتفت إلى الملائکة الذین قبضوا روحه ویتوسّل إلى الله ـ کما جاء فی الآیة العاشرة من آیات البحث ـ ویضج بالعویل ویطلب
من الله العودة إلى دار الدنیا، قال تعالى: (حَتّى اِذَا جَاءَ اَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ *لَعَلِّى اَعْمَلُ صَالِحاً فِیَما تَرَکْتُ).

لکن السنن الإلهیّة لا تسمح لأحد بهذا، فلا الصالحون یتمکنون من العودة لإضافة الصالحات إلى أعمالهم، ولا المسیئون یمکنهم العودة للتوبة والإصلاح، لذا یجاب عن هذا الطلب بحزم ویقال له: (کَلاَّ إِنَّها کَلِمَةٌ هَوُ قَائِلُهَا).

إنّ جمیع المجرمین عندما یقعون بقبضة المُقتَصِّ یتوسلون بمثل هذه الأسالیب، ولکن غالباً ما یعودون إلى تکرار أعمالهم فور ارتفاع أمواج البلاء عنهم.

وممّا یجلب الإنتباه هنا هو أنّ المخاطب فی کلمة «ربِّ»، هو الذات المقدّسة الإلهیّة، لکن المخاطب فی «ارجعون» جاء بصیغة الجمع.

یرى المفسرون: أنّ هذا إِمّا من أجل التعظیم لمقام الحق تعالى، وإمّا أن یکون المخاطب فی الواقع هم الملائکة الذین یأتون أفواجاً لقبض الأرواح.

کما أنّ هذا المعنى محتمل أیضاً وهو أنّهم یتوسلون بساحة اللطف الإلهی أولا، ثم یلتفتون إلى الملائکة یطلبون منهم العودة(1).

وجاء ما یشابه هذا المعنى أیضاً فی قوله تعالى: (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاکُمْ مِّنْ قَبْلِ اَنْ یَأْتِىَ اَحَدَکُمُ الْمَوْتُ فَیَقُولُ رَبِّ لَوْلاَ اَخَّرتَنِى اِلَى اَجَل قَریب فَاَصَّدَّقَ وَاَکُنْ مِنَ الصَّالِحِینَ).(المنافقون / 10)

وقد اُجیبوا هنا بجواب سلبی أیضاً فی ذیل الآیة، وبصورة اُخرى: قال تعالى: (وَلَنْ یُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً اِذَا جَاءَ اَجَلُهَا وَاللهُ خَبِیرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ). (المنافقون / 11)

کما یستفاد من الآیة 28 من سورة الأنعام أیضاً أنّ المجرمین یتحدّثون بهذا الحدیث عندما یعرضون على جهنّم، وبما أنّ ذلک خارج عن موضوع البحث فإننا نعرض عن ذکره هنا.


1. واحتمل صاحب تفسیر المیزان هذا الاحتمال أیضاً وهو أنّ ضمیر الجمع یدل على الجمع فی الفعل لا على الجمع فی الفاعل، فکانّ المحتضر یرید أن یقول «إرجع، ارجع» عدّة مرات فیأتی بکلمة ارجعوا بدلا عن التکرار. (تفسیر المیزان ج 15، ص 71) ولکن من البدیهی لو جاز هذا فی اللغة لکان قلیلا جدّاً.

 

8 و 9 ـ مقدمات الموت وسکراتهثمرة البحث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma