6 ـ المعاد

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
5 ـ النشر7 ـ لقاء الله

عبّرت مجموعة اُخرى من الآیات عن یوم القیامة بـ«العود» ورجوع البشر، والمراد هنا هو العود إلى الحیاة مرّة اُخرى، کما جاء فی الآیة السادسة من آیات بحثنا: (کَمَا بَدَأَکُمْ تَعُودُونَ).

وسنرى ـ بإذن الله ـ من خلال البحث عن أدلة المعاد أنّ هذه الجملة أقصر وبنفس الوقت أوضح دلیل على إمکان المعاد، إذ تجعل امکان الخلق ابتداءً دلیلا على إمکان الخلق مرّة أُخرى.

ومن الملفت للنظر أنّ التعبیر بـ«العود» جاء على لسان المشرکین وجاحدی المعاد أیضاً: (فَسَیَقُولُونَ مَنْ یُعِیدُنَا قُلِ الَّذِى فَطَرَکُمْ أَوَّلَ مَّرة). (الاسراء / 51)

والتعبیر بـ«المعاد» اُخِذَ من هنا أیضاً، بالطبع أنّ هذا التعبیر دلیل واضح على مسألة المعاد الجسمانی، وذلک لأنّ الروح ل معاد لها، بل إنّه تحافظ على بقائه حتى ما بعد الموت، والذی یعاد فی یوم القیامة هی الحیاة الجسمانیة للجسم، حیث تحل الروح بالجسم ثانیة.

والنقطة المهمّة التی تجب الإشارة إلیها هی أنّ التشبیه هنا طبقاً للتفسیر الوارد فی آیة بحثنا هذه هو تشبیه لأصل العود إلى الحیاة (أتى بهذا التفسیر المرحوم الطبرسی فی أول کلامه عن هذه الآیة، وورد هذا التفسیر فی روح البیان أیضاً).

ولکن عدداً من المفسرین من بینهم الفخر الرازی فی «التفسیر الکبیر» والعلاّمة الطباطبائی فی «المیزان» وصاحب المنار فی تفسیره وآخرون قالوا: إنّ التشبیه هنا بالنحو التالی، وهو أنّ الله خلق الناس فی البدایة على فریقین: فریق مؤمن وفریق کافر (انتخب فریق طریق الهدایة تحت ظل هدایة الأنبیاء، وانتخب الآخر طریق الضلالة تحت تأثیر وساوس الشیطان) وفی یوم القیامة أیضاً یحشرهُم على شکل فریقین: فریق مؤمن سعید وفریق کافر شقی مستشهدین بالآیة التالیة:(فَرِیقاً هَدَى وَفَرِیقاً حَقَّ عَلَیْهِمُ الضَّلاَلَةُ).(الاعراف / 30)

والأعجب من ذلک هو أنّ الفخر الرازی جعل هذه الآیة دلیلا على الجبر فی السعادة والشقاء الذاتیین!

بینما لو دقّقنا النظر فی آیات القرآن الأخرى المشابهة لهذه الآیة لوجدنا أنّ التشبیه إنّما هو فی مسألة الهدایة بعد الموت لا فی الهدایة والضلالة الحاصلین فی الدنیا، جاء فی قوله تعالى: (اللهُ یَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ ثُمَّ إِلیهِ تُرْجَعُونَ). (الروم / 11)

وفی الآیة (27) من نفس السورة قال تعالى:(وَهُوَ الَّذِى یَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَیْهِ). (الروم / 27)

وهناک آیات اُخرى أیضاً تُعطی نفس هذا المعنى (سورة یونس / 4، النمل / 64، العنکبوت / 19).

ومن الممکن أن یقال هنا أن تفسیر الآیة بمسألة السعادة والشقاء هو الوارد فی التفسیر المنقول عن علی بن إبراهیم عن أبی الجارود عن الإمام الباقر(علیه السلام) حیث قال: «خَلَقَهُمْ حِینَ خَلَقَهُمْ مؤمناً وکافراً وسعیداً وشقیاً وکذلک یعودون یومَ القیامة مُهتدیاً وضالا...»(1).

ولکن لا شک فی کون هذا الحدیث من المتشابه، وراویة «أبوالجارود» وهو «زیاد بن المنذر» وهو مذموم بشدّة فی کتب الرجال حتى أنّ البعض اطلقوا علیه اسم «سَرْحُوب» وهو أحد أسماء الشیطان وفی بعض الروایات عُدَّ کذاباً وکافراً، وینسبون إلیه تأسیس الفرقة «الجارودیة» المنحرفة وهی (فرقة من الزیدیة).

وعلى هذا فالتفسیر الأول هو الصحیح.


1. تفسیر القمی، ج 1، ص 226; وتفسیر نور الثقلین، ج 2، ص 18. 

 

5 ـ النشر7 ـ لقاء الله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma