لم یرد هذا التعبیر فی آیات القرآن إلاّمرّة واحدة فی قوله تعالى: (أُدخُلُوهَا بِسَلاَم ذَلِکَ یَوْمُ الْخُلُودِ). (ق / 34)
ورد هذا التعبیر بعد وصف «الجنّة» فی آیات سورة ق، وإن دلّ على شیء فإنّه یدلّ على خلود ودوام تلک النعمة الإلهیّة والمکافأة العظیمـة وجمیع نعمـه تعالى التی وهبها للمحسنین إلى الأبد، وفی الحقیقة إنَّ یوم الخلود یبدأ من وقت الدخول إلى الجنّة.
وهذا التعبیر یؤید بوضوح ما قلناه مسبقاً وهو أنّ کلَّ واحد من أسماء وصفات القیامة یحمل فی طیاته إشارة إلى أحد أبعادها، والکلام هنا عن الدوام الأبدی، ومن الطبیعی أنّ عذاب جهنم کذلک ولکن لم یعبّر القرآن بـ «یوم الخلود» إلاّ فی هذا المورد، أمّا بشأن جهنم فیوجد تعبیر مشابه آخر وهو «دار الخلد» قال تعالى: (ذَلِکَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللهِ النَّارُ لَهُمْ فِیهَا دَارُ الْخُلْدِ). (فصلت / 28)