1 ـ استحالة «اعادة المعدوم»

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
شبهات جاحدی المعاد الجسمانی2 ـ شبهة الآکل والمأکول

إنّ عدداً من علماء العقائد نقلوا البحث فی مسألة المعادِ إلى بحث إعادة المعدوم وقالوا:

بما أنّ جسم الإنسان یفنى عن آخره فإنّ إعادته یوم القیامة من قبیل إعادة المعدوم، ونحن نعلم باستحالة إعادة المعدوم، فمن هنا تصبح مسألة المعاد الجسمانی أمراً معضلا.

ولکننا لو أمعنّا النظر فی هذه المسألة لتبیّن بأنّ إعادة المعدوم بتلک الصورة لیس بمحال، ویتضح أیضاً بأنّ المعاد لیس من قبیل إعادة المعدوم.

توضیح ذلک: لقد استدل الفلاسفة بأدلة متعددة علـى استحـالة إعـادة المعدوم، حتى أنّهم یرون بأنّ استحالة إعادة المعدوم إلى الوجود من الاُمور البدیهیة، وذلک لأنّ إعادة الشیء یجب أن تکون إعادة من جمیع الجهات، ومن البدیهی أنّ الشیء الذی کان موجوداً بالأمس یستحیل أن یعاد الیوم بجمیع خصوصیاته، وذلک لأنّ «وجوده بالأمس» هو من أحد خصوصیاته فکیف یمکن أن نجمع بین الیوم والأمس فی آن واحد؟ هذا عین التناقض.

ولکن إذا ما صرفنا «النظر عن هذه الخصوصیة بالذات فإنّه لا یبقى أی مانع من إعادة عین الموجود الأول بجمیع خصوصیاته باستثناء خصوصیة الزمان. ومن البدیهی أنّ الموجود الجدید لا یکون عین الموجود السابق بالدقّة التامّة بل هو مثله، بهذا یعود النزاع فی مسألة استحالة أو عدم استحالة المعدوم إلى نزاع لفظی، فالمنکرون یقولون باستحالة إعادة جمیع الحیثیات، بینما یقول المؤیدون بإمکان الإعادة بجمیع الحیثیات «باستثناء الزمان».

وممّا لا شک فیه أنّ أنصار تحقق المعاد الجسمانی لا یعتقدون بإعادة نفس الموجود المقید بالزمان الماضی، بل بإعادة الشی فی زمان آخر فهو عین الموجود السابق من جهة ومثله من جهة اُخرى. (فتأمل).

وإذا ما تجاوزنا ذلک لا یُعتبر المعاد من مصادیق إعادة المعدوم، وذلک لأنّ الروح لا تفنى وتبقى بعینها، وبالرغم من اضمحلال الجسم وتفرّقه فهو «لا یفنى أیضاً، بل یتحوّل إلى تراب، وکل ما فی الأمر أنّه یفقد شکله الظاهری فیعاد إلیه یوم القیامة شکله السابق. فإذا کان المراد من إعادة المعدوم إعادة الصورة فحسب فإنّ ما یعاد یوم القیامة هو صورة مشابهة للصورة السابقة، لکنّ بقاء الروح مع وحدة مادة الجسم هما العامل الرئیسی لحفظ وحدة شخصیة الإنسان، لذا یمکننا القول: إنّ الإنسان هو نفس الإنسان السابق، لأنّ روحه عین تلک الروح ومادة جسمه عین تلک المادّة والفارق الوحید هو إنّ صورة الجسم تشبه الصورة السابقة لا عینها، ومن المحتمل أن یکون التعبیر بـ«مثل» کما فی قوله تعالى: (اَوَ لَیْسَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ بِقَادِر عَلَى اَنْ یَخْلُقَ مِثْلَهُمْ)؟! یشیر إلى هذا المعنى. (یس / 81)

والطریف هو ما روی عن الإمام الصادق(علیه السلام) فی تفسیر هذه الآیة: (کُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوْداً غَیْرَهَا لَیَذُوقُوا الْعَذَابَ). (النساء / 56)

فی جوابه (علیه السلام) عن سؤال «ابن أبی العوجاء» عندما سأل الإمام (علیه السلام): ماذنبُ الغیر؟ (أی الجلود الاُخرى»، فأجابه الإمام(علیه السلام): «هى وهى غیرها». فطلب ابن أبی العوجاء توضیحاً أکثر وقال: اضرب لی مثلا فی هذا المجال ممّا اعتدناه فی هذه الدنیا! قال الإمام(علیه السلام): «أرأیت لو أنّ رجُلا أخذ لبنةً فکسّرها ثم ردّها فی ملبنها، فهی هی وهی غیرها!»(1).


1. بحار الأنوار، ج 7، ص 38، ح 6، وقد جاء نفس هذا المعنى فی حدیث آخر بصورة مختصرة (المصدر السابق، ص 39، ح 7) وقد ورد ذکر الحدیث المذکور فی نور الثقلین أیضاً فی التعلیق على الآیة 56 من سورة النساء.

 

شبهات جاحدی المعاد الجسمانی2 ـ شبهة الآکل والمأکول
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma