53 ـ یوم تبیضُّ وجُوهٌ وتسودُّ وجُوهٌ

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
52 ـ یوم لا یجزى والدٌ عن ولده54 ـ ویخافون یوماً کان شرُّهُ مسطیراً

هذا التعبیر الذی جاء فی مورد واحد من القرآن المجید هو بیانٌ لبعد آخر من أبعاد ذلک الیوم العظیم ویعکس صورة اُخرى عن یوم المحشر، قال تعالى: (یَوْمَ تَبْیَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ). (آل عمران / 106)

والوجوه المنیرة هی لأولئک الذین تنعّموا بنور الإیمان فیظهر هذا النور على وجوههم لأنّ یوم «القیامة هو یوم تبرز فیه السرائر» قال تعالى: (وَ أَمَا الَّذِین ابْیَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِى رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِیَها خَالِدُونَ). (آل عمران / 107)

أمّا أصحاب القلوب المظلمة الذین خَلَتْ قلوبهم من النور، والکفار والمجرمون الذین اسودّت قلوبهم فإنّ ظلمات باطنهم تخرج إلى ظاهرهم، ویُغمرون فی عذاب الله ویقال لهم: (فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا کُنْتُمْ تَکْفُرُونَ). (آل عمران / 106)

وهذا التعبیر المذکور أعلاه انعکس بصورة اُخرى فی آیات القرآن المجید أیضاً، ففی احدى الصور قال تعالى: (کَأَنَّمَا اُغْشِیَتْ وُجُوهُهُم قِطَعاً مِّنَ الَّیْلِ مُظلِماً). (یونس / 27)

وجاء فی صورة اُخرى قال تعالى: (وُجُوهٌ یَوْمَئِذ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِکَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ). (عبس/38 ـ 39)

وفی الثالثة: (وَوُجُوهٌ یَوْمَئِذ عَلَیْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ). (عبس / 40 ـ 41)

متى تَحِلُّ هذه الواقعة؟ ومتى تبیضُّ وجوهٌ وتسودُّ وجوهٌ اُخرى؟

یرى البعض أنّ هذا سیقع عندما تتفرق الصفوف عن بعضها للورود إلى الجنّة أو الدخول إلى النار، ویرى البعض الآخر أنّ هذا سیقع عند مشاهدة صحائف الأعمال، ویرى آخرون إنّه سیقع عند الخروج من القبور أو عند الوقوف إزاء میزان العدل الإلهی.

ولکن بما أنّ ذلک الیوم هو یوم إبراز وظهور حقائق الأفراد والأعمال فإنّه یبدو أنّ وقوع هذا الأمر یتمّ فی أول وهلة عند خروج الناس من القبور ویستمر فیما بعد.

من هم أصحاب الوجوه البیض ومن هم أصحاب الوجوه السود؟

للمفسرین فی الجواب على ذلک احتمالات عدیدة، وأحیاناً حصروا ذلک فی أشخاص محدودین، ولکن الظاهر أنّ جمیع المؤمنین أصحاب العمل الصالح یکونون فی صف أصحاب الوجوه المبیضة وجمیع أهل الکفر والمجرمین فی صف أصحاب الوجوه المسودّة.

وأخیراً أراد بعض المفسرین أن یحمل هذین التعبیرین على مفهومهما المجازی فقالوا البیاض هو لبیان السرور والفرح والسواد لبیان الغم والهم(1).

ولکن لا یوجد هناک ضرورة لارتکاب مثل هذه المخالفة للظاهر، بل یجب حمل الآیة على المعنى الحقیقی لها، فعندما یقول القرآن:

(یَسْعَى نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیْهِمْ وَبِأَیْمَانِهِمْ). (حدید / 12)

فما الذی یثیر العجب من أن تکون هناک وجوه بیض منیرة ووجوه سود مظلمة؟

وما أعظم خوف ذلک الیوم حقّاً! عندما یظهر ما فی قلب الإنسان وروحه على وجهه، إنّه یوم الخزی العظیم لسود القلوب ویوم الکرامة الکبرى لبیض القلوب، ولهذا السبب یکون المؤمنون فی ذلک الیوم موضع احترام وتکریم فی المحشر ویکون الکافرون مورد لعن وطرد!


1. تفسیر المراغی، ج 4، ص 25.

 

52 ـ یوم لا یجزى والدٌ عن ولده54 ـ ویخافون یوماً کان شرُّهُ مسطیراً
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma