ممّا لا شک فیه أنّ الإنسان قد خلق لهدف معین، خلافاً لما یتصوره المادیون أنَّ خلق العالم لیس له هدف ولا غایة، فالرؤیة الکونیة للإلهیین ترى وجود هدف من خلق الإنسان وأنّه خلال سعیه وحرکته التکاملیة یسیر نحو هذا الهدف.
فإن کانت الحیاة تنتهی بالموت فمن البدیهی أن لا یصل الإنسان إلى هذا الهدف، أو بتعبیر آخر: إنّ حیاة الإنسان یجب أن تستمر وتمتد إلى ما بعد الموت کی یصل الإنسان إلى التکامل اللائق به ولیحصد هناک ما زرعه فی هذه المزرعة.
وقصارى القول: إنّ قبول وجود هدف من الخلق لا یجتمع وإنکار المعاد، فإنّنا لو جرّدنا ارتباط حیاة الإنسان عن عالم ما بعد الموت فإنّ کل الاُمور تأخذ طابع الابهام وترتدی لباس الغموض.
وبهذه الإشارة نعود إلى القرآن لنمعن خاشعین فی الآیات الکریمة التالیة:
1 ـ (یَا أَیُّهَا الاِنْسَانُ إِنِّکَ کَادِحٌ إِلَى رَبِّکَ کَدْحاً فَمُلاَقِیْهِ). (الانشقاق / 6)
2 ـ (وَمَنْ تَزَکَّى فَإِنَّمَا یَتَزَکَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللهِ الْمَصِیرُ). (فاطر / 18)
3 ـ (إِنَّا لِلَّهِ وَاِنَّا اِلَیْهِ رَاجِعُونَ). (البقرة / 156)
4 ـ (اِلَى رَبِّکَ یَوْمَئِذ الْمُسْتَقَرُّ). (القیامة / 12)
5 ـ (اِلَى رَبِّکَ یَوْمَئِذ الْمَسَاقُ)(1). (القیامة / 30)