من خلال البحوث المذکورة یمکننا بکل وضوح الوصول إلى هذه النتیجة وهی: إنّ الاعتقاد بالحیاة بعد الموت فی نظر مؤَرِّخی الأدیان وغیرها هو من أقدم المعتقدات لدى الأقوام المختلفة للبشر بل هو أقدم من اختراع الخط وتدوین التاریخ أیضاً، وإنَّ جمیع الأقوام والشعوب کان لدیهم نوعٌ من هذه الاعتقادات التی لم تؤثّر فیها لا القومیة ولا الجنس ولا اللغة ولا الخصوصیة الجغرافیة، بل هی عقیدة شمولیة حملها البشر على مرّ التاریخ وقبل تدوینه.
وطبقاً لما جاء مفصلا فی بحث کون المعاد فطریاً، فإنّ شمولیة هذه العقیدة نابعة من کونها ذات جذور فطریة، فهی ذاتیة ولیست من الاُمور الطارئة على البشر من الخارج، کی تتطوّر بمرور الزمان أو بتطور الشعوب.