7 ـ الغایة من الموت والحیاة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
6 ـ علّة الخوف من الموت8 و 9 ـ مقدمات الموت وسکراته

إنّ حیاة الإنسان محدودة على أیّة حال، والموت یرافق کل حیاة، وأوّل سؤال یُطرح هنا هو: ما هی الغایة من الحیاة والموت؟

وقد تحدّث القرآن المجید فی الآیة «السابعة» من آیات البحث عن هذا الأمر فقال: (تَبَارَکَ الَّذى بِیَدِهِ الْمُلْکُ وَهُوَ عَلَى کُلِّ شَىء قَدِیرٌ * الَّذِى خلَقَ المَوْتَ والحَیَاتَ لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ العَزیزُ الغَفُورُ).

فالقرآن هنا یبیّن أولا أنّ خلق الموت والحیاة هما من دلائل قدرته الواسعة، ثم یضیف إلى ذلک: إنّ الهدف من هذا الخلق هو امتحان لأحسنِ الأعمال .. امتحان یهدف إلى تربیة البشر وهدایتهم إلى منزلة القرب الإلهی.

ویستفاد من هذه الآیة عدّة اُمور:

أولا: إنّ الموت والحیاة کلاهما مخلوقان، فإذا کان الموت بمعنى الفنـاء والعدم المطلق فإنّ کونه مخلوقاً سوف لا یکون ذا معنىً، والسبب فی ذلک هو أنّ الموت عبارة عن الانتقال من عالم إلى عالم آخر، لذا فهو أمرٌ وجودیٌ وبالامکان خلقه.

ثانیاً: إنّ ذِکْرَ الموت قبل الحیاة إمّا أن یکون للدلالة على موت الدنیا وحیاة عالم الآخرة، وإمّا أن یکون للدلالة على المرحلة التی کان فیها الإنسان تراباً، فتعتبر الحیاة بمعنى الخلق من التراب، وإمّا أن یدلّ على کلیهما معاً.

ثالثاً: قد عُرِّفت الدنیا بأنّها ساحة اختبار .. ساحةٌ لانتخاب «أفضل الأفراد من حیث العمل»، ومن البدیهی أنَّ شهادة النجاح فی هذا الامتحان تُمنَح فی الدار الآخرة.

رابعاً: إنّ المقیاس الذی یعیّن قیمة الإنسان لدى الله تعالى هو العمل الصالح، ومن البدیهی أیضاً أنّ الأعمال الصالحة تنبع من العقائد المخلصة والقلب المؤمن والنّیة الخالصة، وذلک لأنّ العمل یکون دائماً انعکاساً لهذه الاُمور.

ومن المحتمل أن یکون هذا هو دلیل النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) عند تفسیر جملة (أَحْسَنُ عَمَلا)فی أحد الأحادیث المرویة عنه، قـال(صلى الله علیه وآله) فی تـفسیرها: «أتَمُّکُمْ عَقْلا وَأشَدُّکُمْ للهِ خَوْفاً وَأَحْسَنُکُمْ فیَما أمَرَ اللهُ بِهِ وَنَهى عَنْهُ نَظَراً، وَإنْ کَانَ أقَلُّکُمْ تَطَوُّعاً»(1).

فمن هنا یتضح أَنّ التفسیرات المختلفة التی فُسِّرت بها (أحْسَنُ عَمَلا) مثل: تفسیرها بالأعمال الخالصة أو الأکثر عقلا أو الأکثر زهداً أو الأکثر ذِکراً للموت أو الأکثر تأهّباً لسفر الآخرة، یتضح أنّها مترابطة مع بعضها البعض، ولا تعتبر تفسیرات مختلفة، وذلک لأنّ هذه التفسیرات کالسیقان والأوراق والجذور والجذع والفواکه للشجرة الواحدة.

خامساً: إنّ القیمة الواقعیة تختصّ بـ«جوهر الأعمال» لا بـ«کمِّها وحجمها»، فرُبَّ عمل صغیر ذِی کیفیة عالیة من جهة الإخلاص والإیمان والمعرفة فاقَ أعمالا کثیرة، لذا جاء فی احدى الروایات عن الإمام الصادق(علیه السلام) فی تفسیر أنّه (أحْسَنُ عَمَلا)قال: «لَیْس یَعْنی أکثَرُ عَمَلا وَلکِنْ أصْوَبُکُمْ عَمَلا»(2).

سادساً: إنّ الأفعال الإلهیّة هادفة ویصطلح علیها بأنّها «معللة بالاغراض»، على خلاف مایراه المغفَّلون من أنّ أفعال الله غیر هادفة.

سابعاً: ومن أجل احتمال أن یشعر الإنسان بالوحدة والعجز فی ساحة الاختبار العظیمة، أو أن یُهیمن علیه الیأس بسبب العثرات وصف الله نفسه فی ذیل الآیة بالعزیز الغفور وذلک للقضاء على هذه المخاوف، فالآیة تقول للإنسان: إنّک لست وحیداً، فلا تخف من رهبة الاختبار، ولیکن قلبک مع الله، فإنّ عثرت فالجأْ إلى عفو الله وغفرانه.


1. تفسیر مجمع البیان، ج 10، ص 322.
2. اُصول الکافی، ج 2، ص 16، (باب الإخلاص) ح 4.

 

6 ـ علّة الخوف من الموت8 و 9 ـ مقدمات الموت وسکراته
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma