أ) المعاد لدى المصریین القُد ماء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
2 ـ المعاد فی ضمیر شعوب ما بعد التاریخب) «البابلیون»

جاء فی کتاب تاریخ «آلبر ماله» فی هذا المجال: «کان المصریون یعتقدون بأنّ أرواح الموتى تخرج من القبور، وتمثل بین یدی الربِّ العظیم «آزیریس».

وعندما تُقاد الروح لتمتثل أمام أحکم الحاکمین فانَّ «آزیریس» یأخذ قلب الشخص ویضعُهُ فی میزان الحقیقة لیزنه، فُترسل الروح الطاهرة إلى بستان لا یسع تصور الإنسانِ خیراتهِ... وکانوا یضعون إلى جوار کل من الأموات سِفراً یُعینه ویَهدیه فی سَفرهِ إلى ذلک العالم، وذلک السِفر العجیب یحتوی على جُمل ینبغی على المیّت أن یقولها أمام الإله العظیم «آزیریس» کی تبرأ ذمّته، وهذه الجُمل هی:

إنّ العظمة تلیق بک أیّها المتعال! إله الحقیقة والعدالة!

إننی لم اُراوغ مع الناس الذین کنت أعیش معهم، ولم اضجّر امرأة عجوزاً ولم أکذب فی محکمة، ولم أدنّس نفسی بالحیل وتلفیق الحقائق.

إننی لم احمّل العامل أکثر ممّا یطیق من عمل فی یوم واحد، ولم أتماهل فی انجاز وظائفی، ولم اتّخذ من التوانی موضعاً، ولم أرضَ بهتک المقدسات ولم أنمَّ على عبد لدى سیده، ولم أُلقِ برزق احد إلى القطط! ولم أقتل، ولم أسرق لفائف وأمتعة الموتى(1).

إننی لم اغتصب أرض أحد ولم أصد عن رضع الأطفال، ولم أُوقِفْ جریان نهر، إننی طاهر طاهر!...

أیّها القضاة! افسحوا المجال أمام هذا المرحوم فالیوم یوم الحساب، وهذا لم یقترف ذنباً ولم یکذب ولم یُسِْ، إنّه نصر الحق والانصاف فی حیاته، فکان الناس یحمدون أفعاله وقد أرضى الإله، إنّه أطعم الجیاع وقدّم القرابین فی سبیل الإله ومدّ الموتى بالغذاء، أنّ فمه طاهر ویدیه طاهرتان أیضاً.

قال المؤرخ المذکور ( آلبر ماله ) فی نقد هـذا الکلام: یلاحظ بوضوح من خلال هذه العبارات کیفیة تصنیف المصریین للذنوب الکبیرة والحسنات والمستحبّات(2).

ویجب أن نضیف إلى هذا الکلام أَن هذه العبارات تدل أیضاً على أنّ هؤلاء کانوا یؤمنون بالحساب الإلهی بالإضافة إلى إیمانهم بتمحیص الأعمال وإیمانهم بوجود الجنان، کما یجب أن نضیف إلى هذا أَنّ هذه الأعمال أشبه ما تکون بتلقین المیّت لدى المسلمین، وتشیر إلى تطهیر السلوک من دنس جمیع الذنوب، هذا بالإضافة إلى قیاس حجم الذنوب بالنسبة إلى بعضها البعض.

وعلى أیّ حال فالمصریون بناءً على ما جاء فی تاریخهم، کان لهم اعتقاد راسخ بمسألة الحیاة بعد الموت على الرغم من نفوذ خرافات کثیرة فیها، ومن جملة معتقداتهم هو وضعهم الأدوات التی کانوا یستخدمونها فی حیاتهم والأمتعة، ووضعهم صور وتماثیل ورسوم الموتى فی القبور، لاعتقادهم بأنّ هذه الصور والرسوم یمکنها أن تحل محل الموتى.

ففی بعض المقابر عثر على صورة مزرعة وفی بعضها عثر على صورة تُصوّر کیفیة عمل الرغیف، وفی بعضها عثر على صورة تحتوی على منظر ذبح بقرة، واُخرى تحتوی على منظر تقدیم اللحم المشوی الموضوع فی الآنیة للضیوف(3)، کما أنّ تحنیط الموتى، وبناء القبور الرصینة مثل الأهرام، کلها تصب فی هذا المیدان، والهدف منها هو حفظ أجساد الموتى من التفسخ إلى یوم القیامة، کی تتمکن مِن الحصول بسهولة على وسائل العیش بعد أن تحل فیها الروح (لذا) کانوا یضعون أنواع المأکولات وتماثیل الطبّاخین والخبّازین، وأنواع الأسلحة والجواهر فی القبور إلى جوار الأجساد، ولمّا کانت هذه القبور عادةً عرضة لعبث الحیوانات الوحشیة، أو عرضة لحملات اللصوص لما یوجد فیها من جواهر فقد بادر أصحاب النفوذ والأثریاء إلى بناء الأهرام، أو بناء الأبنیة الرفیعة على القبور واطلقوا علیها اسم «پیرموس» أی «مرتفع»(4).


1. المراد من لفائف الموتى ظاهراً هو القماش الذی یلف على أجسام الموتى لتحنیطهم، وکان ذا قیمة عالیة، أمّا الأمتعة فهی الغذاء الذی کانوا یدفنونه مع الموتى على أمل أن ینفعهم فی حیاتهم بعد الموت.
2. «آلبر ماله» تاریخ ملل شرق ویونان، ج 1، ص 74.
3. قصة الحضارة، ول دیورانت، ج 2، ص 71.
4. المصدر السابق، ص 71.

 

2 ـ المعاد فی ضمیر شعوب ما بعد التاریخب) «البابلیون»
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma